عرض مفاجئ في سماء أوروبا بفضل صاروخ فالكون 9

شهد عشاق الفلك في أوروبا ليلة استثنائية يوم 23 يونيو، حيث أضاءت سماء الليل بغمامة من الوقود الصاروخي المنبعثة من المرحلة العليا لصاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس، مما أثار دهشة المشاهدين وجعلهم يتابعون هذا الحدث الفريد.

إطلاق مهمة ترانسبورتر 14

انطلقت مهمة ترانسبورتر 14 من قاعدة فيندرابرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا حاملة على متنها 70 حمولة تجارية إلى مدار الأرض المنخفض. كانت هذه المهمة جزءًا من استخدام صاروخ فالكون 9، الذي يُعتبر العمود الفقري لعمليات سبيس إكس الفضائية.

بعد الإطلاق، نجحت المرحلة الأولى من الصاروخ في الهبوط الموجه على السفينة الدرون “بالطبع ما زلت أحبك” في المحيط الهادئ، بينما واصلت المرحلة العليا حمل الحمولات إلى مدارها المستهدف.

الظاهرة الفلكية الفريدة

شهدت المرحلة العليا من الصاروخ إطلاق غمامة من الوقود الصاروخي قبل دخولها الغلاف الجوي للأرض، حيث تجمّد الوقود بفعل البرودة وانعكس عليه ضوء الشمس، مما جعله مرئيًا للمشاهدين الحريصين في أوروبا.

تمكنت كاميرا مشروع التلسكوب الافتراضي في إيطاليا من التقاط هذا المشهد الرائع في سماء مانشيانو، حيث ظهر الغبار المضيء بجانب شريط درب التبانة الغباري.

توثيق الحدث من قبل علماء الفلك

قامت ماري مكينتاير، المصورة الفلكية والمرشدة العلمية من أوكسفوردشاير، بتسجيل عدة مقاطع فيديو بتقنية التتابع الزمني للغمامة الصاروخية وهي تمر بسرعة فوق المملكة المتحدة باستخدام كاميرات مراقبة الأجرام السماوية والشفق القطبي.

تشير المكينتاير إلى أن مثل هذه الغمامات قد رُصدت في مهام سابقة حيث يُطلب من المرحلة العليا لصاروخ فالكون 9 تفريغ الوقود. يمكن أن تؤدي حركة وتوجيه هذه المراحل الصاروخية إلى خلق أنماط فريدة وتشكيلات رائعة في السماء الليلية.

تأثير الغمامات الصاروخية على السحب المضيئة

يعتقد بعض العلماء أن الوقود الصاروخي قد يلعب دورًا في تكوين السحب “المتألقة ليلًا” على ارتفاعات عالية – وهي ظاهرة أكثر شيوعًا في المناطق الشمالية، لكنها ظهرت بشكل متزايد بالقرب من خط الاستواء في العقود الأخيرة.

الخاتمة

قدم إطلاق صاروخ فالكون 9 التابع لسبيس إكس عرضًا سماويًا نادرًا أثار دهشة عشاق الفلك في أوروبا، حيث أظهرت الغمامة الصاروخية الجمال الطبيعي للظواهر الفلكية. يعكس هذا الحدث كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تخلق تجارب بصرية مذهلة، ويثير تساؤلات حول تأثير الأنشطة البشرية في الفضاء على ظواهر الغلاف الجوي.

Scroll to Top