في محاولة جريئة لتحقيق أول هبوط خاص ياباني على سطح القمر، تعرضت مركبة الهبوط Resilience، التابعة لشركة ispace اليابانية، لحادث تحطم أثناء محاولتها الهبوط على سطح القمر في الخامس من يونيو. الآن، بعد الإعلان الرسمي من الشركة، يمكننا فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل.
محاولة الهبوط وموقع التحطم
حاولت مركبة الهبوط Resilience الهبوط بالقرب من منطقة ماري فريغوريس على الجانب القريب من القمر، والمعروفة أيضًا باسم “بحر البرد”. هذه المحاولة لم تكن الأولى من نوعها لشركة ispace، حيث فقدت الشركة مركبة هبوط أخرى، Hakuto-R، في أبريل 2023 في حادث مشابه.
تكمن الأهمية في هذه المحاولات كونها تمثل تطورًا في مجال استكشاف الفضاء الخاص، حيث تسعى الشركات الخاصة لتحقيق إنجازات كانت سابقًا مقتصرة على الحكومات والوكالات الوطنية. لكن، مع التحديات التقنية والبيئية التي تواجهها مثل هذه البعثات، لا يزال هناك الكثير من العقبات التي يجب التغلب عليها.
الأسباب المحتملة لتحطم Resilience
أعلنت شركة ispace أن سبب التحطم يعود إلى عطل في مقياس المدى الليزري للمركبة، والذي لم يتمكن من الحصول على قياسات دقيقة للمسافة من سطح القمر. هذا العطل حال دون تباطؤ المركبة بالسرعة المناسبة، مما أدى إلى تحطمها.
حدد الخبراء في الشركة أربعة أسباب محتملة لهذا العطل. أولاً، قد تكون انعكاسية سطح القمر أظهرت خصائص غير متوقعة، مما عرقل تحديد المركبة لارتفاعها الصحيح. ثانيًا، زاوية الليزر بالنسبة لسطح القمر ربما ساهمت في تقليل الانعكاسية. ثالثًا، قد تكون طاقة الليزر المنخفضة في المركبة جعلت قراءة المقياس غير كافية لتحديد البيئة المحيطة بدقة. وأخيرًا، قد يكون الأداء الضعيف للمركبة عند السرعات العالية أو تأثير الإشعاع قد ساهم في تدهور أداء المركبة.
خطوات تصحيحية وتطورات مستقبلية
في ضوء فقدان مركبة الهبوط الثانية، تخطط ispace لاتخاذ إجراءات تصحيحية لتحسين أداء مركباتها المستقبلية. تشمل هذه الإجراءات تعزيز اختبار المستشعرات المستخدمة في الهبوط، بما في ذلك مقاييس المدى الليزرية، وتحسين أجهزة النظام الهبوطي.
كما أعلنت الشركة عن عزمها إدخال مستشعرات هبوط تعتمد على الرؤية في البعثات القادمة، المعروفة باسم البعثة 3 والبعثة 4، والتي ستستخدم مركبة هبوط أكبر وأكثر كفاءة تُدعى Apex 1.0.
الخاتمة
تمثل محاولات ispace للهبوط على القمر خطوة مهمة في مسيرة استكشاف الفضاء الخاص. وعلى الرغم من الفشل الذي تعرضت له مركبة Resilience، فإن الشركة تأخذ خطوات جادة لتحسين تقنياتها وضمان نجاح البعثات المستقبلية. هذه الجهود تعكس الإصرار المتزايد للشركات الخاصة على تحقيق إنجازات جديدة في مجال الفضاء، مما يفتح الباب أمام تطورات مستقبلية قد تغير من خارطة استكشاف الفضاء العالمية.