تأثير غبار القمر على صحة الإنسان: دراسة جديدة تكشف المفاجآت

أظهرت دراسة حديثة أن غبار القمر قد لا يكون ضارًا بالبشر كما كان يُعتقد سابقًا، حيث أوضحت أن تلوث الهواء في الشوارع المزدحمة أكثر سُمّية من استنشاق غبار القمر. هذه النتائج يمكن أن تساهم في تعزيز سلامة إعادة البشر إلى سطح القمر.

المخاوف المتعلقة بغبار القمر

خلال رحلات أبولو، كانت هناك مخاوف بشأن سُمّية غبار القمر. يتميز هذا الغبار بشحنة كهربية ساكنة تجعله يلتصق ببدلات رواد الفضاء. بعد العودة إلى الوحدة القمرية، كان الغبار ينتشر في الهواء داخل الكابينة، مما أدى إلى معاناة الرواد من مشاكل تنفسية تلاشت بعد حوالي 24 ساعة.

وصف رائد الفضاء هاريسون شميت من أبولو 17 الأعراض بأنها تشبه حمى القش القمرية، مع عيون لاذعة وعطس واحتقان في الحلق. علاوة على ذلك، أبلغ الجراحون الذين تعاملوا مع البدلات المستعملة عن مشاكل مشابهة، مع تدهور الأعراض بعد كل رحلة، مما يشير إلى أن التعرض المتكرر قد يزيد من سُمّية الغبار.

الدراسة الجديدة وتجاربها

بادرت ميكايلا سميث، طالبة الدكتوراه بجامعة التكنولوجيا في سيدني، بإجراء تجارب باستخدام محاكيات الغبار القمري، نظرًا لمحدودية العينات الحقيقية. تمثل هذه المحاكيات الغبار الموجود في السهول البركانية المظلمة والمرتفعات القديمة للقمر.

كانت الجسيمات أصغر من 2.5 ميكرون، مما يجعلها صغيرة بما يكفي للاستنشاق والوصول إلى الشعب الهوائية السفلية في الرئتين. لتجسيد الرئتين، عرضت سميث الغبار المحاكي على نوعين من خلايا الرئة، وهما الخلايا القصبية والخلايا السلفية، التي تمثل المناطق العليا والسفلى من الرئتين على التوالي.

المقارنة مع تلوث الهواء

أجرت سميث نفس التجربة باستخدام جسيمات ملوثة مأخوذة من شارع مزدحم في سيدني، وقارنت تأثيرات غبار القمر بتلوث الهواء. النتائج أظهرت أن الغبار القمري، رغم شكله غير المنتظم وخشونته، يسبب تهيجًا أقل للرئتين مقارنة بتلوث الهواء.

أكدت سميث أنه من المهم التمييز بين المهيجات الفيزيائية والمواد السامة للغاية. بينما قد يسبب الغبار القمري بعض التهيج الفوري للمجاري التنفسية، إلا أنه لا يبدو أنه يشكل خطرًا على الأمراض المزمنة طويلة الأجل مثل السليكوز.

التجهيز لمهمة أرتميس 3

تعتبر هذه الأخبار جيدة لوكالة ناسا، التي تخطط لمهمة أرتميس 3 لإعادة البشر إلى سطح القمر لأول مرة منذ عام 1972. تتضمن بعض الاستراتيجيات الجديدة تثبيت البدلات الفضائية على السطح الخارجي للوحدة القمرية، بحيث يدخل الرواد ويخرجون منها دون إدخال الغبار إلى داخل الكابينة. ومع ذلك، بفضل عمل سميث، قد لا تكون مشكلة غبار القمر خطيرة كما كان يُعتقد.

الخاتمة

تُظهر الدراسات الحديثة أن الغبار القمري قد لا يكون ضارًا كما كان يُعتقد، مما يعزز فرص العودة الآمنة للبشر إلى القمر في المستقبل. تبقى الدراسات المستمرة ضرورية لفهم تأثير الغبار بشكل كامل، ولكن النتائج الحالية تمنح الأمل في أن تكون الرحلات المستقبلية إلى القمر أكثر أمانًا.

Scroll to Top