الجسيمات الدقيقة وتأثيرها على الصحة والبيئة

في العقود الأخيرة، ركز العلماء على دراسة تلوث الهواء بسبب الجسيمات الدقيقة. واحدة من هذه الجسيمات هي “PM 2.5″، والتي تقل عن 2.5 ميكرون في القطر. ولكن هناك جسيمات أصغر تعرف باسم “PM 1” أو الجسيمات الدقيقة الفرعية، التي تقل عن 1 ميكرون في القطر، والتي قد تكون مصدرًا لأضرار صحية أكبر.

فهم الجسيمات الدقيقة الفرعية

الجسيمات الدقيقة الفرعية أو “PM 1” هي جسيمات صغيرة للغاية، غالبًا ما تأتي من الانبعاثات المباشرة مثل الجسيمات الكربونية السوداء الناتجة عن محركات الديزل أو الدخان الناتج عن حرائق الغابات. يمكن أن تتشكل أيضًا من خلال العمليات الثانوية عندما يتم إطلاق ثاني أكسيد الكبريت أو أكاسيد النيتروجين من خلال احتراق الوقود والفحم.

تتميز هذه الجسيمات بقدرتها على التسلل عبر دفاعات الجسم الطبيعية نظرًا لصغر حجمها، حيث إن حجمها يقل عن حجم خلايا الدم بست مرات على الأقل. هذه القدرة على النفاذ تجعلها أكثر خطرًا على الصحة.

دراسة واشنطن والبيانات الجديدة

في دراسة نُشرت في مجلة The Lancet Planetary Health، قام الباحثون في جامعة واشنطن في سانت لويس بتقدير كمية “PM 1” في الولايات المتحدة على مدى 25 عامًا. هذه الدراسة توفر نقطة بداية لفهم الملوثات التي يمكن للمشرعين استهدافها لإحداث أكبر تأثير صحي.

اعتمد الباحثون على النسب المعروفة لما يتكون منه “PM 2.5″، والتي تشمل سبعة مكونات رئيسية مثل الكبريتات والنترات والغبار المعدني. من خلال دمج هذه المكونات السبعة، تمكنوا من حساب التركيز الإجمالي لـ “PM 1” في جميع أنحاء البلاد.

التأثيرات الصحية والبيئية للجسيمات الدقيقة الفرعية

تعتبر الجسيمات الدقيقة الفرعية أكثر ضررًا على الصحة البشرية نظرًا لقدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الطبيعية للجسم والوصول إلى الرئتين وحتى مجرى الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة بما في ذلك أمراض القلب والجهاز التنفسي.

من الناحية البيئية، تساهم هذه الجسيمات في تدهور جودة الهواء والبيئة الطبيعية، وتلعب دورًا في تغير المناخ من خلال تأثيرها على التوازن الكيميائي في الغلاف الجوي.

التقدم في تقليل التلوث

كشفت الدراسة عن انخفاض حاد في مستويات “PM 1” في الهواء الذي يتنفسه الناس في الولايات المتحدة من عام 1998 إلى 2022، بفضل عقود من اللوائح البيئية مثل قانون الهواء النظيف. ولكن، تباطأ هذا التقدم منذ عام 2010 بسبب زيادة نشاط حرائق الغابات، مما يشير إلى الحاجة إلى سياسات جديدة تتعامل مع مصادر التلوث الناشئة التي لا تعتمد على الوقود الأحفوري.

الخاتمة

تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل لتأثير الجسيمات الدقيقة الفرعية على الصحة والبيئة. مع توفر قاعدة بيانات شاملة، يمكن للباحثين الآن العمل مع علماء الأوبئة لتقييم العلاقة بين “PM 1” والنتائج الصحية. ومع أن هناك دولًا مثل الصين بدأت في تتبع هذه الجسيمات على المستوى الوطني، فإن الولايات المتحدة الآن لديها القدرة على اللحاق بالركب بسرعة.

Scroll to Top