روبوت ناسا RASSOR: الابتكار في التنقيب على سطح القمر

في سعيها الدؤوب لإعادة الإنسان إلى سطح القمر، تواصل وكالة ناسا اختبار نماذج روبوتية متقدمة تحاكي سطح القمر وتعمل على الحفر والتنقيب فيه. من بين هذه النماذج الرائدة، يبرز الروبوت RASSOR كتقنية مبتكرة في مجال التنقيب الفضائي.

التعريف بروبوت RASSOR

RASSOR، أو ما يُعرف بـ “روبوت عمليات الأنظمة السطحية المتقدمة للريغوليث”، هو روبوت متحرك يتم تشغيله عن بُعد، ومصمم خصيصًا لحفر الصخور والغبار على سطح القمر. يتميز هذا الروبوت بخفة وزنه وتصميمه الفريد الذي يتيح له العمل بكفاءة في البيئات ذات الجاذبية المنخفضة، مثل سطح القمر.

في اختباره الأخير، استطاع RASSOR إنشاء حاجز ترابي بطول ثلاثة أقدام في محاكاة لسطح القمر، مما يظهر قدرته على التعامل مع التحديات المرتبطة بالتنقيب في بيئات القمر القاسية.

مكان اختبار RASSOR

أُجري أحدث اختبار للروبوت RASSOR في مختبر ميكانيكا الجزيئات وعمليات الريغوليث في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا في أواخر شهر مايو من عام 2025. يُعتبر هذا المختبر بيئة مثالية لمحاكاة سطح القمر، حيث يتمكن العلماء من دراسة أداء الروبوت في ظروف مشابهة لتلك الموجودة على القمر.

تتيح هذه الاختبارات للمهندسين فرصة تحسين تصميم الروبوتات وتطويرها لتناسب المهام المستقبلية التي تهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر.

ما يميز RASSOR

من أبرز ميزات RASSOR هو هيكله الخفيف المجهز بأسطوانتين دوارتين متعاكستين، مما يتيح له تقليل قوة رد الفعل أثناء الحفر. هذا التصميم الفريد يساعد الروبوت على العمل بكفاءة في بيئات الجاذبية المنخفضة، مثل سطح القمر، حيث تكون هذه القوة أقل بكثير مما هي عليه على الأرض.

كما يتميز RASSOR بتصميمه المتماثل الذي يمكنه من التحرك في الاتجاه المعاكس، مما يقلل من خطر انقلابه أثناء العمل. هذه الخاصية تمنحه القدرة على حفر طريقه للخروج من المواقف الصعبة، وهو أمر ضروري لنجاح مهام التنقيب في الفضاء.

أهمية الروبوتات التنقيبية

تلعب الروبوتات مثل RASSOR دورًا حيويًا في تحقيق استدامة الوجود البشري على سطح القمر. يمكن استخدام الصخور والغبار القمري في بناء المواد أو تحليلها للحصول على جزيئات مثل الأكسجين والماء، مما يسهم في دعم الحياة البشرية في المستقبل القريب على سطح القمر.

كما تهدف اختبارات RASSOR الأخيرة إلى التحقق من إمكانية استخدام الأسطوانات الدوارة في بناء هياكل من الغبار القمري المحاكي، مما يفتح آفاقًا جديدة في مجال البناء الفضائي.

الخاتمة

إن الروبوت RASSOR يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق حلم الإنسان بالعودة إلى القمر والعيش فيه بشكل مستدام. من خلال تصميمه المبتكر وقدراته الفريدة، يمكن لهذا الروبوت أن يساهم في تمهيد الطريق لمهام فضائية مستقبلية تتطلب التنقيب والبناء في بيئات قمرية صعبة. يظل العمل مستمرًا لتطوير هذه التقنيات وتحسينها، مما يضع ناسا في طليعة السباق نحو استكشاف الفضاء بطرق غير مسبوقة.

Scroll to Top