في ظل الزيادة المستمرة في معدلات السمنة على مستوى العالم، تتجه الأنظار نحو تطوير أدوية فعالة تساهم في فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة. يقود فريق من الباحثين في جامعة تافتس، بقيادة البروفيسور كريشنا كومار، الجهود لتصميم مركب جديد يمتلك القدرة على تحسين فعالية الأدوية الحالية مع تقليل الآثار الجانبية.
فهم كيفية عمل الأدوية الحالية
تعتمد الأدوية المتاحة حالياً لفقدان الوزن على استهداف هرمونات معينة تتعلق بعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز والرغبة في الأكل. يعتبر هرمون الببتيد 1 المشابه للجلوكاجون (GLP-1) من بين هذه الهرمونات، حيث يساعد في تحفيز إنتاج الأنسولين وامتصاص الجلوكوز في العضلات والأنسجة الأخرى. كما أنه يؤثر على الدماغ ليجعلنا نشعر بالشبع بعد الوجبات.
إحدى الأدوية الشهيرة التي تعتمد على GLP-1 هو أوزيمبيك، الذي أثبت فعاليته في السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم. ومع ذلك، فإن استخدامه يرتبط ببعض التحديات مثل الحاجة إلى حقنه أسبوعياً والشعور بالغثيان القوي الذي يصيب بعض المستخدمين.
الأدوية متعددة الأهداف: خطوة نحو الأمام
للتغلب على بعض العيوب في الأدوية الحالية، تم تطوير عقاقير جديدة تعتمد على دمج هرمونات متعددة في مركب واحد. مثال على ذلك هو الدواء المعروف باسم مونجارو أو زيبباوند، الذي يجمع بين GLP-1 وهرمون الببتيد المحفز للأنسولين المعتمد على الجلوكوز (GIP).
هذا الدمج يساهم في تقليل الغثيان وتحسين تجربة المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، تم دمج هرمون ثالث وهو الجلوكاجون، الذي يزيد من إنفاق الطاقة ويقلل من الشهية، مما يعزز من فعالية الدواء في فقدان الوزن.
استهداف الهدف الرابع: الببتيد YY
في خطوة جديدة نحو تعزيز فعالية الأدوية، قام فريق جامعة تافتس بتحديد هدف رابع يدعى الببتيد YY، وهو هرمون يساهم في تقليل الشهية وإبطاء عملية تفريغ المعدة من الطعام عبر آليات مختلفة. يعتبر هذا التطوير خطوة هامة نحو تحقيق فقدان وزن مماثل لما يتم تحقيقه من خلال جراحة فقدان الوزن.
التحدي كان في دمج الببتيد YY مع الهرمونات الأخرى في مركب واحد، نظرًا لاختلافه الهيكلي. ومع ذلك، تمكن الفريق من تصميم مركب رباعي الوظائف يجمع بين جميع هذه الهرمونات لتحقيق نتائج أكثر فعالية.
الخاتمة
تعد الابتكارات في مجال أدوية فقدان الوزن بمثابة تقدم كبير نحو تحسين صحة الأفراد الذين يعانون من السمنة. من خلال دمج عدة هرمونات في مركب واحد، يمكن تحقيق فقدان وزن فعال ومستدام، مما يقلل من الحاجة إلى الإجراءات الجراحية الغازية مثل جراحة فقدان الوزن. ومع التطورات المستمرة، يبقى الأمل في تحقيق نتائج أفضل وأكثر أمانًا في المستقبل القريب.