تُعتبر المجرات التي تُعرف باسم المجرات المضيئة والأشعة تحت الحمراء الفائقة اللمعان، أو LIRGs وULIRGs، من الأجرام النادرة في الكون المحلي. هذه المجرات تمثل فرصة فريدة لدراسة التطور الكوني والظواهر الفلكية التي حدثت في زمن كان فيه الكون أكثر شباباً.
الخصائص الفريدة للمجرات الفائقة اللمعان
تختلف LIRGs وULIRGs عن المجرات الحلزونية مثل مجرتنا درب التبانة، وذلك لأنها في مراحل الاندماج مع مجرات أخرى. يتميز معظمها بخصائص مثل وجود نواتين مجريتين بدلاً من واحدة، أو “ذيول” ممتدة نتيجة قوى الجاذبية التي تشوه الأجسام المندمجة.
على عكس المجرات الحديثة، تحتوي هذه المجرات على “كتل”، وهي مناطق كثيفة مليئة بالنجوم الوليدة، وهي أكبر بكثير من أي شيء موجود في المجرات المتطورة التي لا تمر بعمليات الاندماج.
أهمية دراسة المجرات الفائقة اللمعان
يهتم الفلكيون بدراسة LIRGs وULIRGs لأنها تقدم رؤية واضحة إلى الماضي البعيد عندما كان الكون أصغر سناً والمجرات أقل تطوراً. كانت تلك المجرات تصطدم ببعضها البعض بشكل أكبر بكثير مما تفعله الآن.
تُعتبر هذه الدراسة جزءًا من مسح “الأجرام المضيئة في السماء الكاملة”، الذي يجمع بين البيانات التصويرية والطيفية من عدة مراصد فضائية تابعة لوكالة ناسا. وقد وفرت ملاحظات التلسكوب الفضائي جيمس ويب أحدث تعداد لهذه المجرات.
التطور النجمي في المجرات الفائقة اللمعان
عندما تصطدم مجرتان وتندمجان، تزداد معدلات تكوين النجوم بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور كتل نجمية ضخمة. هذه الكتل ليست موجودة في المجرات الأخرى التي لا تمر بعمليات الاندماج.
توفر هذه الكتل المختفية سابقاً معلومات قيمة حول كيفية تطور هذه المجرات وخصائصها عبر الزمن الكوني. تقدم لنا المجرات الفائقة اللمعان مختبراً طبيعياً لدراسة نوع من المجرات الذي لم يعد موجوداً في الكون باستثناء مناطقها الأبعد والأكثر تطرفاً.
تأثير الملاحظات الحديثة على فهمنا للكون
بفضل قدرات التلسكوب الفضائي جيمس ويب في رصد الأشعة تحت الحمراء، تمكن العلماء من تجاوز العقبات التي كانت تحول دون الحصول على رؤية تفصيلية لهذه الكتل النجمية.
تشير نتائج المسح إلى أن التوقعات حول تطور المجرات التي تم استنتاجها من المحاكاة الحاسوبية كانت دقيقة. المجرات الحديثة تحتوي على عدد أقل من الكتل النجمية، وتحدث معظم تكوين النجوم في كتل صغيرة، كما هو الحال في مجرتنا اليوم.
الخاتمة
من خلال النظر في الكون المحلي، يمكننا جمع معلومات حول ما كان سيحدث قبل 10 مليارات سنة. كان الكون في بداياته أكثر كثافة، وحدثت الاندماجات بين المجرات بشكل متكرر، مما أدى إلى تكوين كتل نجمية ضخمة. مع تطور الكون وتمدده، أصبحت المجرات أكثر شبهاً بدرب التبانة والمجرات الحلزونية الناضجة التي نراها اليوم.
على الرغم من أن الكون كان أكثر عنفاً وتطرفاً في الماضي، إلا أنه الآن في مرحلة استقرار. تقدم لنا المجرات الفائقة اللمعان رؤية مستقبلية أيضاً؛ حيث من المتوقع أن تصطدم مجرتنا درب التبانة مع مجرة أندروميدا في المستقبل، مما قد يشعل جولة جديدة من تكوين النجوم الضخمة.