في عالم مليء بالضغوطات والتحديات اليومية، يبدو أن مفتاح تحسين الرفاهية العاطفية قد يكون بسيطًا للغاية. دراسة جديدة كشفت أن سبعة أيام فقط من القيام بأفعال صغيرة من اللطف والامتنان يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسية والجسدية للأفراد.
فهم الدراسة وأهدافها
تمت قيادة هذه الدراسة من قبل جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، حيث تم تصميم مشروع يُعرف باسم “مشروع الفرح الكبير”. الهدف من هذه الدراسة كان اختبار فعالية التدخل الرقمي القصير لتحسين الرفاهية العاطفية، وذلك عبر مجموعة متنوعة من المشاركين من جميع أنحاء العالم.
كان التدخل بسيطًا ولكنه فعّال، حيث شمل القيام بأفعال صغيرة يوميًا مثل طلب من شخص ما مشاركة لحظة سعيدة أو قائمة بالأمور التي يشعرون بالامتنان لها، أو القيام بعمل لطيف لإضاءة يوم شخص آخر.
نتائج الدراسة وتأثيراتها
شارك في هذه الدراسة حوالي 17,600 شخص من مختلف أنحاء العالم، وكانت النتائج مذهلة. بعد انتهاء فترة السبعة أيام، أبلغ المشاركون عن زيادة في مستويات الرفاهية العاطفية والمشاعر الإيجابية، بالإضافة إلى انخفاض في مستويات التوتر وتحسين جودة النوم.
الأكثر إثارة للاهتمام، أن الفئات الشابة والسود واللاتينيين والمجموعات الاجتماعية المحرومة حصلت على أكبر الفوائد من هذا التدخل. وهذا يُبرز إمكانات التطبيق الواسع لهذا النهج في تحسين الصحة العامة.
أهمية الدراسة في الصحة العامة
تحسين الرفاهية العاطفية له تأثيرات طويلة الأجل على الصحة العامة، حيث يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض العقلية في المستقبل وتحسين الصحة البدنية. الأشخاص الذين يتمتعون برفاهية عاطفية أعلى أقل عرضة لتطوير حالات مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ولديهم معدل وفيات أقل.
التدخلات الرقمية في مجال الرفاهية أثبتت فعاليتها في الماضي، ولكنها غالبًا ما تتطلب التزامًا زمنيًا كبيرًا. هذا التدخل القصير، الذي أظهر نتائج قوية، قد يكون حلاً مناسبًا للأشخاص الذين يفتقرون إلى الوقت والموارد.
الخاتمة
أظهرت الدراسة أن القيام بأفعال صغيرة من اللطف والامتنان يمكن أن يكون له تأثير كبير على الرفاهية العاطفية والصحة العامة. مع بساطة التطبيق وقلة الوقت المطلوب، يُعتبر مشروع الفرح الكبير نموذجًا قابلًا للتوسع يمكن استخدامه على نطاق واسع لتحسين الصحة النفسية للعديد من الأفراد، خاصة للمجموعات الأكثر عرضة للمشكلات النفسية.