النوم اللاحق في نهاية الأسبوع وتأثيره على القلق لدى المراهقين

تشير دراسة جديدة إلى أن المراهقين الذين يحصلون على قسط معقول من النوم التعويضي خلال عطلة نهاية الأسبوع، يصل إلى ساعتين إضافيتين، يظهرون أعراض قلق أقل. في حين أن النوم بشكل مفرط أو أقل بشكل كبير في عطلة نهاية الأسبوع مقارنة بأيام الأسبوع كان مرتبطاً بمستويات قلق أعلى.

أهمية النوم اللاحق في عطلة نهاية الأسبوع

لقد أصبح من المعروف أن النوم يعد عنصراً أساسياً في صحة الإنسان النفسية والجسدية. وتشير الدراسات إلى أن النوم اللاحق في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يكون له تأثير كبير على تقليل مستويات القلق لدى المراهقين. إن الفرق بين النوم خلال أيام الأسبوع وعطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يكون عاملاً مهماً في إدارة الصحة النفسية للمراهقين.

الدراسة التي ستعرض في اجتماع SLEEP 2025 السنوي، وجدت أن النوم التعويضي المعتدل، الذي لا يتجاوز ساعتين إضافيتين، يمكن أن يقلل من أعراض القلق بشكل ملحوظ. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية استخدام النوم كوسيلة للحد من القلق والمشاكل النفسية الأخرى.

التوازن المثالي للنوم

من الأمور المثيرة للاهتمام أن النوم الزائد أو القليل جداً في عطلة نهاية الأسبوع مقارنة بأيام الأسبوع يرتبط بزيادة أعراض القلق. هذا يشير إلى أن هناك نقطة توازن مثالية في مقدار النوم اللاحق الذي يجب أن يحصل عليه المراهقون. النوم لأكثر من ساعتين إضافيتين قد يؤدي إلى زيادة في الأعراض الداخلية مثل القلق.

توصي أكاديمية الطب للنوم الأمريكية بأن ينام المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا من 8 إلى 10 ساعات بشكل منتظم لتحقيق صحة مثلى. ومع ذلك، تُظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 23% فقط من طلاب المدارس الثانوية يحصلون على قسط كافٍ من النوم في الليالي المدرسية.

العواقب الصحية للنوم غير الكافي

النوم غير الكافي يرتبط بعدد من المشاكل الصحية، منها زيادة خطر الاكتئاب والتفكير الانتحاري. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة النوم تؤثر على الانتباه والسلوك والتعلم والذاكرة والتنظيم العاطفي وجودة الحياة بشكل عام. لذلك، فإن تحديد التوازن الصحيح في النوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة للمراهقين.

الدراسة شملت 1877 مراهقاً بمتوسط عمر 13.5 سنة، حيث تم تقدير مدة النوم باستخدام أجهزة Fitbit وتم تقييم الأعراض الداخلية باستخدام استطلاع سلوك الطفل. تم حساب النوم اللاحق في عطلة نهاية الأسبوع كفرق بين مدة النوم في نهاية الأسبوع وأيام الأسبوع.

الخاتمة

في الختام، تشير النتائج إلى أن النوم التعويضي المعتدل خلال عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يكون أداة فعالة للحد من القلق لدى المراهقين الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم خلال أيام الأسبوع. ومع ذلك، يجب الحذر من النوم بشكل مفرط أو قليل جداً، حيث أن كلاهما قد يؤدي إلى زيادة القلق. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التوازن في النوم وكيفية تأثيره على الصحة النفسية للشباب.

Scroll to Top