تجربة تشخيص الهالة الشمسية: نافذة جديدة لفهم الشمس وتأثيرها على الأرض

في إطار الجهود الحثيثة لفهم الشمس وتأثيراتها على الأرض، نجح فريق بحثي في تقييم الصور الأولى لأداة جديدة تُعرف بتجربة تشخيص الهالة الشمسية (CODEX). هذه الصور التي تم الكشف عنها في مؤتمر صحفي خلال اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية في أنكوراج، ألاسكا، تكشف عن أن الغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو الهالة، ليس تدفقًا متجانسًا ومستقرًا للمادة، بل منطقة تحتوي على موجات متقطعة من البلازما الساخنة. هذه الصور ستساعد العلماء على تحسين فهمهم لكيفية تأثير الشمس على الأرض وتقنياتنا في الفضاء.

التكنولوجيا المستخدمة في تجربة تشخيص الهالة الشمسية

تُعتبر تجربة تشخيص الهالة الشمسية (CODEX) كوروناجرافًا شمسيًا، وهي أداة تُستخدم لدراسة الهالة الشمسية الخافتة عن طريق حجب الوجه الساطع للشمس. الأداة، التي تم تركيبها على محطة الفضاء الدولية، تخلق كسوفًا صناعيًا باستخدام سلسلة من الأقراص المحجوبة التي تشبه التلسكوب. تُستخدم هذه الأقراص لحجب الضوء الساطع من الشمس للكشف عن تفاصيل الهالة.

يستخدم العلماء الكوروناجرافات لدراسة الضوء المرئي من الهالة، مما يكشف عن ميزات ديناميكية مثل العواصف الشمسية التي تشكل الطقس الفضائي ويمكن أن تؤثر على الأرض وما بعد ذلك. تُعد هذه الأداة جزءًا من مشروع تعاوني بين مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا والمعهد الكوري لعلوم الفضاء والفلك، مع مساهمات إضافية من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في إيطاليا.

القياسات الجديدة لسرعة ودرجة حرارة الرياح الشمسية

تقدم تجربة تشخيص الهالة الشمسية نوعًا جديدًا من القياسات لم يكن ممكنًا من قبل، حيث تقيس درجة الحرارة وسرعة المادة في الرياح الشمسية المتدفقة من الشمس. هذه المقاييس الجديدة تمكن العلماء من توصيف الطاقة في مصدر الرياح الشمسية بشكل أفضل، مما يعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للشمس وتأثيراتها.

تستخدم الأداة أربعة مرشحات ضيقة النطاق – اثنان لدرجة الحرارة واثنان للسرعة – لالتقاط بيانات الرياح الشمسية. بمقارنة سطوع الصور في كل من هذه المرشحات، يمكن للعلماء تحديد درجة الحرارة وسرعة الرياح الشمسية في الهالة.

التأثير على نماذج الطقس الفضائي والتوقعات المستقبلية

فهم سرعة ودرجة حرارة الرياح الشمسية يساعد العلماء في بناء صورة أكثر دقة للشمس، وهو أمر ضروري لنمذجة وسلوك الشمس في المستقبل. هذه النماذج تلعب دورًا حاسمًا في التنبؤ بالطقس الفضائي، الذي له تأثيرات مباشرة على تقنياتنا الفضائية وأنظمتنا الاتصالاتية.

قال جيفري نيوماك، الباحث الرئيسي في مشروع CODEX: “ستؤثر أداة CODEX على نماذج الطقس الفضائي من خلال تقديم قيود جديدة للمُصممين لاستخدامها في المستقبل. نحن متحمسون لما سيأتي”.

الخاتمة

تجربة تشخيص الهالة الشمسية (CODEX) تمثل تقدمًا كبيرًا في فهمنا للشمس وتأثيراتها العميقة على الأرض والفضاء. من خلال التقنيات الحديثة والتعاون الدولي، فتحت هذه الأداة نافذة جديدة لدراسة الشمس بطرق غير مسبوقة، مما سيساعد في تحسين نماذج الطقس الفضائي والتنبؤ بالمخاطر المستقبلية. هذه الجهود تسلط الضوء على أهمية البحث المستمر والتعاون الدولي في مجال الفلك وعلوم الفضاء.

Scroll to Top