تشير الأبحاث الحديثة إلى أن النباتات وطبقات التربة السطحية تلعب دوراً أكبر مما كان يُعتقد سابقاً في إزالة ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي، مما يساعد في مكافحة تغير المناخ. قاد هذه الدراسة فريق من العلماء من جامعة بريستول ونُشرت كقصة غلاف في مجلة نيتشر.
النباتات والتربة: حماة المناخ غير المرئيين
أوضح الدكتور جوش دين، المؤلف الرئيسي والأستاذ المساعد في الكيمياء الحيوية في جامعة بريستول، أن النتائج كانت مفاجئة، حيث أظهرت أن مخازن الكربون القديمة تتسرب إلى الغلاف الجوي بمعدل أكبر مما كان متوقعًا. يدرك الآن العلماء أن النباتات والأشجار قادرة على امتصاص CO2 من الغلاف الجوي واحتجازه في التربة لفترات تصل إلى آلاف السنين.
كشف البحث أن جزءًا من هذا الكربون القديم، إلى جانب الكربون القديم من الصخور، يتسرب إلى الأنهار ويعود إلى الغلاف الجوي. بينما لم يُحدد بعد كيف يؤثر النشاط البشري على هذا التدفق للكربون القديم، فإن النباتات والأشجار تستمر في امتصاص المزيد من الكربون من الغلاف الجوي للتعويض عن هذا التسرّب غير المُعترف به.
دور الأنهار في دورة الكربون العالمية
تعمل الأنهار كوسيط لنقل وإطلاق غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون كجزء من دورة الكربون العالمية. سابقًا، كان يُعتقد أن معظم هذه الانبعاثات تأتي من تدوير المادة العضوية الحديثة التي تحلّلت في العقود السبعة الماضية. لكن الدراسة الحالية تشير إلى أن أكثر من نصف هذه الانبعاثات يأتي من مخازن الكربون القديمة التي تراكمت على مدى مئات إلى آلاف السنين.
أجريت الدراسة من قبل فريق بحث دولي درس أكثر من 700 مقطع نهري من 26 دولة مختلفة. قام العلماء بقياس نسب الكربون-14 في عينات ثاني أكسيد الكربون والميثان من الأنهار لمقارنة مستويات الكربون مع معيار مرجعي للكربون الجوي الحديث.
الآثار البيئية والبحثية للدراسة
أوضح البروفيسور بوب هيلتون، أستاذ الجغرافيا الرسوبية في جامعة أوكسفورد، أن حوالي نصف الانبعاثات المكتشفة حديثة، بينما النصف الآخر قديم جدًا، صادر من طبقات التربة العميقة وتجوية الصخور التي تشكلت منذ آلاف وحتى ملايين السنين.
تم دعم هذا البحث من قبل مجلس أبحاث البيئة الطبيعية في المملكة المتحدة. وأكدت الدكتورة جيما كوكسون، الأستاذة المساعدة في الهيدرولوجيا في جامعة بريستول، أن الأنهار عالميًا تطلق حوالي اثنين جيجاطن من الكربون سنويًا، مما يشكل جزءًا كبيرًا من الانبعاثات العالمية التي تحتاج إلى إعادة تقييم.
الخاتمة
تلقي هذه الدراسة الضوء على دور هام وغير متوقع للنباتات والتربة في تنظيم مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. يُظهر البحث أن الأنهار تُطلق كميات كبيرة من الكربون القديم، مما يستوجب إعادة النظر في كيفية فهمنا لدورة الكربون العالمية. يتطلب ذلك جهودًا بحثية مستمرة لتحديد كيفية تأثير الأنشطة البشرية على هذه التدفقات الكربونية القديمة، وما إذا كانت قد تغيرت عبر الزمن.