أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن برنامج جديد للتقاعد المبكر والاستقالة المؤجلة بهدف تقليص عدد موظفيها، وذلك في ظل التخفيضات الكبيرة المقترحة في ميزانيتها من قبل إدارة ترامب. تأتي هذه الخطوة استجابة لمتطلبات خفض الإنفاق الحكومي، وتثير قلقاً واسعاً بين الخبراء حول مستقبل برامج الفضاء الأمريكية.
التخفيضات المقترحة وتأثيرها على القوة العاملة
تواجه ناسا تحديات كبيرة نتيجة التخفيضات المقترحة في ميزانيتها لعام 2026 من قبل إدارة ترامب والتي تهدف إلى تقليص ميزانية الوكالة بنسبة 24%. هذا التخفيض من شأنه أن يقلل عدد الموظفين من 17,391 موظفاً إلى 11,853 موظفاً، أي ما يعادل نسبة 32% من الإجمالي الحالي.
أرسلت ناسا مذكرات إلى موظفيها تعلن فيها عن انطلاق برنامج جديد للتقاعد المبكر والاستقالة المؤجلة، مما يتيح للموظفين المغادرة مع ضمان بقاء الوكالة قادرة على متابعة مهامها الأساسية.
برامج التقاعد المبكر والاستقالة المؤجلة
تشمل الجهود الجديدة لخفض عدد الموظفين برامج مختلفة مثل برنامج الاستقالة المؤجلة، والسلطة الطوعية للتقاعد المبكر، وبرنامج الحوافز للفصل الطوعي. هذه البرامج تهدف إلى تقليص عدد الوظائف بشكل كبير ضمن الوكالة.
يتمتع الموظفون بفرصة المغادرة الطوعية مع تلقي حوافز مالية، ويجب على من يرغب في الانضمام إلى برنامج الاستقالة المؤجلة اتخاذ القرار قبل 25 يوليو.
ردود الفعل والمخاوف
أثار الإعلان عن هذه التخفيضات قلقاً شديداً بين الخبراء والعاملين في مجال الفضاء، حيث يحذرون من تأثير هذه التخفيضات على مكانة الولايات المتحدة كقائد في مجال الفضاء. عبرت مجموعات علمية ووكالات عن استيائها من التخفيضات المقترحة واعتبرتها هجوماً على ناسا.
كما أن هذه الجهود تتبع جولات سابقة من الاستقالات المؤجلة في وكالات حكومية أخرى، مما أدى إلى تقليل عدد العاملين في العديد من المراكز الحيوية مثل مختبر الدفع النفاث في كاليفورنيا.
إعادة هيكلة الحسابات الاجتماعية
بجانب تقليص عدد الموظفين، بدأت ناسا في إعادة هيكلة حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي لتكون أكثر تركيزاً وفعالية في نشر اكتشافاتها للجمهور. تمثل هذه الخطوة جزءاً من جهود الوكالة لتوجيه رسالتها بشكل أكثر تنسيقاً ووضوحاً.
الخاتمة
تواجه ناسا تحديات كبيرة نتيجة التخفيضات المقترحة في ميزانيتها والتي تهدد بتقليص قوتها العاملة بشكل كبير. هذه الجهود تأتي في إطار محاولات الحكومة لتقليص الإنفاق، لكن تصاعد القلق بين الخبراء يشير إلى أن هذه الخطوات قد تؤثر على قدرة الولايات المتحدة على البقاء في مقدمة أبحاث الفضاء. رغم أن البرامج الجديدة تقدم خيارات للموظفين للمغادرة بشكل طوعي، فإن تأثيرها على مستقبل الوكالة يبقى غير واضح.