في دراسة جديدة أجريت في مركز الأبحاث والإرشاد بجامعة ولاية واشنطن في ماونت فيرنون، تم اكتشاف أن بعض سلالات السبانخ البرية تقاوم مرض الذبول الفيوزاريومي، وهو مرض فطري يسبب مشاكل كبيرة لمزارعي بذور السبانخ التجارية. تم تحديد مناطق في جينوم النبات ترتبط بهذه المقاومة، مما يعتبر إنجازًا هامًا لصناعة البذور في واشنطن وأوريغون.
أهمية الدراسة لمزارعي البذور
تعتبر هذه الاكتشافات بالغة الأهمية لمزارعي بذور السبانخ في مناطق شمال غرب المحيط الهادئ، حيث يتم إنتاج جزء كبير من بذور السبانخ في العالم. تعاني هذه المناطق من مشاكل مزمنة مع مرض الذبول الفيوزاريومي بسبب التربة الحمضية. إن فهم المناطق الجينية المرتبطة بالمقاومة يتيح للمزارعين تحسين محاصيلهم من خلال التركيز على سلالات معينة.
يتسبب مرض الذبول الفيوزاريومي في تعطل قدرة النبات على امتصاص الماء بعد دخوله من خلال الجذور، مما يؤدي إلى احتمالية تدمير المحصول بشكل كامل. حاول المزارعون مواجهة هذه المشكلة عبر تدوير المحاصيل لفترات طويلة ومعالجة التربة بمواد مثل كربونات الكالسيوم لتقليل حموضتها. لكن خطر الخسارة الشاملة ظل قائمًا.
البحث والتطوير في مقاومة السبانخ
قاد الفريق البحثي ليزلي دو تويت، أخصائية الأمراض النباتية، وسنجايا جايوالي، الباحث السابق في مرحلة ما بعد الدكتوراه، حيث قاموا بفحص 68 صنفًا من السبانخ البرية من أوزبكستان وطاجيكستان، مع مقارنتها بـ 16 نوعًا مزروعًا. أظهرت الدراسة مقاومة قوية ضد الفيوزاريوم في العديد من السلالات البرية.
تم تحديد مواقع كروموسومية مرتبطة بأقوى مقاومة، والتي يمكن استخدامها من قبل المربين لإدخال المزيد من المقاومة لمرض الذبول الفيوزاريومي في خطوط الإنتاج التجارية باستخدام تقنية الانتقاء بمساعدة العلامة الجينية.
تطبيق الاكتشافات في برامج التربية
وفقًا للدكتورة دو تويت، لا يشترط فهم الآلية الكاملة للمقاومة لاستخدامها في برامج التربية. يمكن للشركات البدء في تربية هجائن تحتوي على السلالات البرية التي أظهرت المقاومة، مما يتيح تحسينات سريعة في المحاصيل دون الحاجة إلى انتظار فهم كامل للآليات الجينية.
يعد هذا الاكتشاف أداة فورية يمكن استخدامها في برامج تربية النباتات، مما يعزز من إمكانيات تحسين مقاومة السبانخ لمواجهة التحديات البيئية.
الخاتمة
تشير الدراسة إلى مستقبل واعد لمزارعي بذور السبانخ من خلال اكتشاف مقاومة طبيعية للفيوزاريوم في السبانخ البرية. بفضل هذه الاكتشافات، يمكن للمربين تحسين مقاومة المحاصيل بسرعة وفعالية باستخدام تقنيات حديثة في الهندسة الوراثية. إن هذا النوع من الأبحاث يعزز من فهمنا للتفاعل بين الجينوم والنباتات، ويفتح الباب أمام تحسينات زراعية مستدامة.