داخل غرفة اختبار ضخمة في مركز أبحاث “غلين” التابع لناسا، انطلق وميض أزرق ناصع لا يشبه أي شيء رأيناه من قبل – إنه ناتج عن محرك دفع جديد يُعرف باسم نظام الدفع الكهربائي المتقدم (AEPS)، وهو أحد أكثر أنظمة الدفع تقدمًا التي طُورت لاستكشاف الفضاء السحيق.
هذا المحرك لا يعتمد على انفجارات عنيفة أو وقود كيميائي تقليدي، بل على قوة الكهرباء والبلازما، وهو ما يُحدث ثورة حقيقية في طريقة دفع المركبات الفضائية.
كيف يعمل محرك AEPS؟
• يستخدم هذا النظام غاز الزينون كمادة دافعة، وهو غاز خامل يُشحن بالكهرباء ليصبح بلازما.
• تُسحب البلازما عبر مجال كهربائي عالي الجهد، مما يجعلها تندفع بسرعة كبيرة خارج المحرك – وهذا ما يولد الدفع.
• الضوء الأزرق الذي نراه هو توهج البلازما المشحونة، ويُعد علامة مميزة لمحركات الدفع الأيوني.
ما الذي يُميز هذا المحرك؟
1. كفاءة عالية جدًا
• يمكن لمحرك AEPS أن يعمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الوقود.
• هذا يجعله مثاليًا للمهام التي تستغرق سنوات، مثل الرحلات إلى الكواكب البعيدة.
2. قوة دفع ثابتة ومستدامة
• بخلاف الدفع الكيميائي الذي يعطي دفعة قوية وسريعة ثم يتوقف، يوفر AEPS تسارعًا ثابتًا وطويل الأمد.
• هذا يعني أنه يمكن أن يوصل المركبة الفضائية إلى سرعات عالية جدًا بمرور الوقت.
3. دعم لمهام ناسا المستقبلية
• من المقرر أن يُستخدم هذا النظام في مهمات مثل بوابة القمر “Lunar Gateway”، وربما في رحلات مأهولة إلى المريخ لاحقًا.
ماذا يعني هذا لمستقبل الفضاء؟
• محركات مثل AEPS ستُحدث تحولًا في كيفية استكشافنا للفضاء.
• بدلاً من الاعتماد على الوقود الضخم والمعقد، يمكن استخدام أنظمة كهربائية أخف وزنًا وأكثر موثوقية.
• وهذا يفتح الباب لـ مركبات أكثر استقلالية وأقل تكلفة وأكثر أمنًا.
خاتمة: الضوء الأزرق الذي سيقودنا إلى النجوم
إن توهج البلازما الأزرق داخل مختبر ناسا ليس مجرد عرض تقني، بل هو إشارة إلى المستقبل – مستقبل تصبح فيه الرحلات بين الكواكب أكثر قابلية للتحقيق.
نظام AEPS قد يكون واحدًا من المفاتيح التي تقود البشرية نحو الجيل التالي من استكشاف الفضاء، من القمر إلى المريخ… وربما إلى أبعد من ذلك بكثير.