أُجريت دراسة حديثة بالتعاون بين معهد برلين للصحة في شارتيه، وجامعة كامبريدج، لاستكشاف الفروق الجينية والبروتينية بين الجنسين. باستخدام بيانات من بنك المملكة المتحدة البيولوجي ودراسة فينلاند، قام الباحثون بتحليل الروابط الجينية بين حوالي 6000 بروتين ومئات الأمراض في 56000 من الذكور والإناث.
أهمية الدراسة وتفاصيلها
تعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها في مجال استكشاف الفروق الجينية والبروتينية بين الجنسين، حيث كشفت أن مستويات ثلثي هذه البروتينات تختلف بين الذكور والإناث. ومع ذلك، لم تُظهر سوى نسبة صغيرة جدًا من هذه البروتينات، حوالي 100 بروتين، اختلافات في ‘المفاتيح’ الجينية التي تتحكم في مستوياتها بين الجنسين.
تؤكد هذه النتائج أن الفروق في التعبير البروتيني بين الجنسين ليست ناتجة فقط عن الاختلافات الجينية. بل تقترح الدراسة النظر إلى ما هو أبعد من الجينات، مثل الهرمونات والعوامل الطبية الأخرى، عند مقارنة المخاطر الصحية والنتائج بين الذكور والإناث.
تأثير النتائج على تطوير الأدوية
تشير نتائج الدراسة إلى أهمية دمج المعلومات الجينية في عمليات تطوير الأدوية. وبحسب البروفيسورة كلوديا لانجنبرج، فإن الفهم الأفضل للفروق السكانية في تنظيم البروتينات يعد ضروريًا لتوجيه مناهج الطب الدقيق وتحديد الأماكن التي لا تناسب فيها الحلول العامة الجميع.
وقد أظهرت الدراسة أن السلوك الجيني لتنظيم البروتينات متشابه بشكل كبير بين الذكور والإناث، مما يعزز الافتراض الضمني بأن النتائج المستمدة من دراسة هذه المتغيرات تنطبق على كلا الجنسين.
العوامل غير الطبية وتأثيرها على الصحة
أحد الاكتشافات المهمة للدراسة هو التأكيد على أهمية العوامل غير الطبية، مثل مكان العمل والعيش، والتعليم، والوضع المالي، والوصول إلى الموارد، وأسلوب الحياة، في التأثير على الفروق الصحية بين الجنسين. هذه العوامل يجب أن تُعتبر بشكل أكبر عند استكشاف الفروق الصحية بين الجنسين.
وبينما تم تصنيف البيانات في هذه الدراسة بناءً على المعلومات الكروموسومية كذكر أو أنثى، يعترف الباحثون بأن هذه المعلومات لا تتوافق دائمًا مع الهوية الجندرية للأفراد. إلا أن هذا التصنيف كان ضروريًا لأغراض التحليل الجيني والبروتيني.
الخاتمة
تعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق للفروق الجينية والبروتينية بين الجنسين وتأثيرها على الصحة. تُظهر النتائج أن الفروق في مستويات البروتينات ليست ناجمة فقط عن العوامل الجينية، بل تتأثر أيضًا بعوامل غير طبية. ومن هنا يتضح ضرورة استكشاف هذه العوامل بشكل أكبر لتوفير رعاية صحية أكثر تخصصًا وعدالة للجميع.