ما هو الوعي؟ اللغز الأكبر في العلم والعقل البشري

الوعي هو ذلك الشعور الداخلي الذي يجعلنا نُدرك أننا موجودون – الإحساس بالألم، التفكير، التذكر، التذوق، التأمل… كلها تجارب تُشكل ما نُسميه “الوعي”.

لكن رغم أننا نعي أنفسنا والعالم من حولنا يوميًا، إلا أن العلم لا يزال عاجزًا عن تقديم تفسير واضح لماهية الوعي وكيف ينشأ.

الوعي: تجربة شخصية لا تُرى ولا تُقاس

• على عكس دقات القلب أو موجات الدماغ، لا يمكن قياس الوعي مباشرة.

• هو شعور شخصي تمامًا – لا أحد يعرف ما تشعر به أنت إلا أنت.

• لذا، يُعد الوعي أحد أصعب الألغاز في علوم الأعصاب والفلسفة.

ما الذي يجعلنا واعين؟

حتى الآن، لا يوجد “مركز وعي” محدد في الدماغ.

بدلاً من ذلك، يبدو أن الوعي ينبثق من تفاعل معقد بين عدة مناطق دماغية، منها:

• القشرة الجبهية: تُساعد في التفكير واتخاذ القرار.

• النظام الحوفي: مسؤول عن المشاعر والذكريات.

• المهاد (thalamus): يعمل كحلقة وصل بين الحواس والوعي.

لكن، ما زالت الإجابة الكبرى مفقودة:

كيف تُنتج هذه التفاعلات “شعورًا”؟ ولماذا نشعر بدلًا من أن نعمل بشكل تلقائي فقط؟

“المشكلة الصعبة” للوعي

الفيلسوف ديفيد تشالمرز أطلق على هذا السؤال اسم “المشكلة الصعبة” للوعي:

• لماذا ينتج الدماغ، وهو عضو مادي، تجربة ذاتية؟

• لماذا نشعر بالحب أو الخوف أو الحزن؟

• ولماذا لدينا “أنا” نشعر من خلالها بكل شيء؟

هذه الأسئلة تضعنا في مفترق طرق بين العلوم العصبية والفلسفة والفيزياء.

لماذا الوعي مهم؟

• الوعي هو ما يسمح لنا بالتفكير في الماضي والتخطيط للمستقبل.

• هو ما يجعلنا نتحرك بدافع، نشعر، نختار، نتعلّم، ونبني علاقات.

• في الطب، فقدان الوعي يُعد أحد أخطر المؤشرات على الضرر الدماغي.

• في الذكاء الاصطناعي، التساؤل حول إمكانية خلق وعي صناعي أصبح أحد أكبر التحديات الأخلاقية والعلمية.

هل سنتوصل إلى فهم الوعي؟

العلم يقترب، لكن ببطء. هناك نظريات كثيرة – من أن الوعي مجرد وهم، إلى أنه سمة أساسية في الكون (كما تقترح بعض النظريات الكمومية).

لكن حتى الآن، الوعي يظل الحد الفاصل بين ما نعرفه وما لا نعرفه بعد عن أنفسنا.

خاتمة: وعيك هو أنت

الوعي ليس شيئًا خارجيًا، بل هو ما يجعل “أنت” هو “أنت”.

قد لا نفهم تمامًا كيف ينشأ، لكن كل ما نفعله، نشعر به، ونتذكره – هو في جوهره نابع من هذه الظاهرة الغامضة.

وربما، عندما نفهم الوعي، سنكون قد اقتربنا خطوة أكبر من فهم الإنسان حقًا.

Scroll to Top