تشهد المجتمعات العالمية زيادة في نسبة السكان المسنين، مما يفرض تحديات كبيرة على أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية. في هذا السياق، يبدو أن التكنولوجيا والروبوتات قد تكون الحل الأمثل لهذه التحديات. من بين الابتكارات الواعدة في هذا المجال هو الروبوت المساعد الجسدي للمسنين (E-BAR) الذي تم تطويره بواسطة فريق من المهندسين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
التصميم والوظائف الأساسية للروبوت E-BAR
يعتبر الروبوت E-BAR نظامًا متقدمًا لدعم المسنين، حيث يعمل كمقبضات روبوتية تتبع المستخدم وتوفر الدعم الجسدي اللازم لمنع السقوط. يمكن للمستخدمين المشي بشكل مستقل أو الاعتماد على أذرع الروبوت للدعم، حيث يمكن للروبوت أن يتحمل وزن الشخص بالكامل، مما يساعده على الانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف والعكس.
يتميز الروبوت بقدرته على التحرك في جميع الاتجاهات بفضل العجلات متعددة الاتجاهات الموجودة في قاعدته الثقيلة التي تزن 220 رطلاً. كما يحتوي الروبوت على أذرع مزودة بأكياس هوائية قابلة للنفخ بسرعة لمساعدة الأشخاص في حالة السقوط دون الحاجة لاستخدام أجهزة قابلة للارتداء أو أحزمة.
التحديات والفرص في رعاية المسنين
يعتبر تساقط المسنين من المشاكل الرئيسية التي تواجهها الفئة العمرية فوق 65 عامًا، حيث يؤدي إلى إصابات خطيرة في العديد من الأحيان. وقد أشار هاري أسادا، أستاذ الهندسة في MIT، إلى أن العديد من المسنين يقللون من مخاطر السقوط ويرفضون استخدام الأجهزة المساعدة التقليدية التي قد تكون مرهقة.
من هنا جاء التصميم المفاهيمي للروبوت E-BAR، الذي يوفر للمسنين مقابض روبوتية لتثبيت الجسم في أي وقت يحتاجون إليه، مما يعزز من استقلاليتهم وقدرتهم على التحرك بحرية داخل منازلهم.
التطورات المستقبلية والتحديات التقنية
يعمل الفريق المطور على تحسين الروبوت ليصبح أكثر استقلالية في تحركاته، بحيث يمكنه متابعة المستخدم وتقديم المساعدة الجسدية تلقائيًا دون الحاجة لتدخل بشري. كما يخطط الفريق لجعل الروبوت أكثر نحافة وقابلية للحركة في المساحات الضيقة، مما يزيد من فعاليته واستخدامه في المنازل ومرافق الرعاية.
كما يعمل الفريق على تطوير خوارزميات تعتمد على التعلم الآلي لتقدير مستوى خطر السقوط لدى المستخدمين في الوقت الفعلي، مما يعزز من قدرات الروبوت في الاستجابة للمواقف المختلفة.
التطبيقات العملية والتجارب الميدانية
تم اختبار الروبوت E-BAR في بيئات منزلية مع متطوعين من كبار السن، حيث أظهر القدرة على دعم المستخدمين أثناء قيامهم بمهام يومية مثل الانحناء لالتقاط الأشياء أو الوصول إلى الأرفف العالية. كما تمكن الروبوت من مساعدة المستخدمين في تجاوز حواف البانيو، مما يبرز أهميته في مساعدة المسنين في الأنشطة اليومية.
يتطلع فريق العمل إلى رؤية التكنولوجيا تُطبق في السيناريوهات الحقيقية، حيث يمكن أن يكون الروبوت حلاً مثاليًا للمسنين الذين لا يزالون يتمتعون بقوة عضلية معتدلة لكنهم بحاجة إلى أجهزة مساعدة.
الخاتمة
يعد الروبوت E-BAR خطوة هامة نحو مستقبل رعاية المسنين باستخدام التكنولوجيا المتقدمة. من خلال تقديم الدعم الجسدي اللازم وتعزيز الاستقلالية، يمكن لهذا الروبوت أن يغير طريقة التعامل مع تحديات رعاية المسنين بشكل جذري. ومع استمرار التطورات في هذا المجال، من المتوقع أن تلعب الروبوتات دورًا أكبر في تحسين جودة حياة المسنين وتقديم الدعم اللازم لهم.