متى سيختفي الكون تمامًا؟

تُعد تساؤلات حول مستقبل الكون من بين أكثر الأسئلة إثارة للعقول العلمية. في الآونة الأخيرة، أثار فريق من العلماء نقاشًا استنادًا إلى نظرية ستيفن هوكينغ، محاولين تقدير الزمن الذي سيستغرقه الكون حتى يختفي تمامًا.

الأسس العلمية للنظرية

بدأت النقاشات العلمية حول مصير الكون منذ أن طرح ألبرت أينشتاين نظريته التي تفيد بأن الثقوب السوداء لا يمكن إلا أن تنمو. لكن ستيفن هوكينغ، في عام 1975، قدم نظرية مضادة تفيد بأن الثقوب السوداء يمكن أن تتآكل بفعل ما يُعرف بإشعاع هوكينغ.

تتمثل الفكرة في أن الثقب الأسود يمكن أن يفقد كتلته ببطء عبر تحول بعض الجزيئات والإشعاعات للهروب منه. وقد أثبتت دراسة جديدة أن هذا المفهوم لا ينطبق فقط على الثقوب السوداء، بل يشمل أيضًا الأجرام الكبيرة ذات الحقول الجاذبية مثل النجوم النيوترونية.

الزمن المتوقع للاختفاء

وفقًا لمقال نُشر في مجلة علم الكونيات والفيزياء الفلكية، فإن الزمن المتوقع لاختفاء الكون بالكامل هو عدد مكون من 1 متبوعًا بـ 78 صفرًا من الأعوام. هذا الرقم أقل بكثير من بعض التقديرات السابقة التي وصلت إلى 1 متبوع بـ 1,100 صفر. ومع ذلك، يظل الرقم هائلًا بمعايير الزمن البشري.

توضح الدراسة أن الزمن اللازم لاختفاء جسم ما يعتمد بشكل رئيسي على كثافته. فكلما زادت الكثافة، طال الزمن اللازم للتبخر الكامل.

تطبيقات النظرية على الأجرام السماوية

تبين الباحثون أن كل من النجم النيوتروني والثقب الأسود النجمي سيستغرقان تقريبًا نفس المدة الزمنية للاختفاء، وهي عدد مكون من 1 متبوع بـ 67 صفرًا من الأعوام. وهذه النتيجة تشير إلى تعقيدات في التفاعلات بين الجاذبية وسطح الجسم.

أما بالنسبة للقمر والإنسان، فقد حسب الباحثون أن الزمن اللازم لتبخرهما سيكون عددًا مكونًا من 1 متبوع بـ 90 صفرًا من الأعوام، وهو زمن أطول بكثير مما كان متوقعًا.

أهمية البحث العلمي

بالرغم من أن هذه الحسابات تبدو وكأنها نوع من المرح العلمي، إلا أنها تحمل أهمية كبيرة في فهمنا للكون. يعكس هذا البحث رغبة العلماء في فهم أعمق لإشعاع هوكينغ وتطبيقاته على الأجرام السماوية الأخرى.

كما يهدف الباحثون من خلال دراسة هذه الحالات المتطرفة إلى تحسين فهمنا للنظريات الفيزيائية الحالية وربما اكتشاف جوانب جديدة لم تُكتشف بعد.

الخاتمة

تُظهر الأبحاث الجديدة حول مصير الكون كيف يمكن للعلوم أن تقدم لنا رؤى جديدة حول نهايته. من خلال التركيز على النظريات المعقدة مثل إشعاع هوكينغ، نقترب خطوة نحو فك الألغاز الكونية. ومع استمرار البحث في هذا المجال، يبقى الأمل في أن نكتشف المزيد عن طبيعة الكون وكيفية عمله.

Scroll to Top