فقدان السمع وتأثيره على الروابط الاجتماعية لدى كبار السن

أظهرت دراسة حديثة أجريت بقيادة فريق باحثين من مركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك أن كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع غير المُعالج قد يواجهون تحديات كبيرة في الحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية. تتناول هذه المقالة تأثير فقدان السمع على الروابط الاجتماعية وكيف يمكن للتدخلات السمعية أن تحسن من جودة الحياة لدى كبار السن.

أهمية الروابط الاجتماعية لصحة كبار السن

تُعد الروابط الاجتماعية جزءًا مهمًا من حياة الإنسان، خاصة لكبار السن الذين قد يواجهون العزلة والوحدة. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يشعر أكثر من ربع كبار السن بقلة التواصل مع الآخرين، مما يزيد من مخاطر تعرضهم لمشكلات صحية مثل الاكتئاب وأمراض القلب والموت المبكر.

يعتبر فقدان السمع أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى العزلة الاجتماعية، حيث يؤثر على قدرة الأفراد على التواصل بشكل فعال وبناء علاقات دائمة مع الآخرين. وبالتالي، فإن تحسين السمع يمكن أن يسهم في تحسين الروابط الاجتماعية وجودة الحياة بشكل عام.

نتائج دراسة ACHIEVE ودور التدخلات السمعية

استندت الدراسة إلى تجربة سريرية تحمل اسم ACHIEVE، حيث خضع المشاركون لتدخلات سمعية شملت تزويدهم بأجهزة سمعية وجلسات إرشادية مع أخصائيين سمعيين. أظهرت النتائج أن الذين تم علاجهم من فقدان السمع حافظوا على روابط اجتماعية إضافية في المتوسط مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا العلاج.

كما بينت الدراسة أن استخدام الأجهزة السمعية ساعد في تنويع العلاقات الاجتماعية للمشاركين، مما أتاح لهم فرصة لبناء علاقات متنوعة وعميقة مع أفراد العائلة والأصدقاء والمعارف. هذه العلاقات المتنوعة أسهمت في تحسين جودة الحياة لدى المشاركين وعززت من رفاهيتهم النفسية والجسدية.

تأثير فقدان السمع على الصحة العقلية والجسدية

يرتبط فقدان السمع بشدة مع مشاكل صحية عديدة مثل الاكتئاب وأمراض القلب والتدهور المعرفي. تشير التقارير الحديثة إلى أن التدخلات السمعية يمكن أن تبطئ من تدهور القدرات العقلية لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالخرف.

أكدت الدراسة أهمية دمج تغطية الأجهزة السمعية ضمن برامج التأمين الصحي مثل ميديكير، مما يمكن أن يساهم في مواجهة مشكلة العزلة الاجتماعية التي تؤثر بشكل خاص على كبار السن. هذا الدعم يمكن أن يساعد الأفراد في الحفاظ على تواصل فعال مع المجتمع المحيط بهم.

تكلفة الرعاية السمعية وتحدياتها

تبلغ التكلفة المتوسطة للأجهزة السمعية ومواعيد الأخصائيين حوالي 4700 دولار، وهي تكلفة يتحملها الأفراد عادة من جيوبهم الخاصة. ويشير الباحثون إلى أن المشاركين في الدراسة حصلوا على رعاية سمعية شاملة تضمنت موارد إضافية ووقتاً أطول مع الأخصائيين، مما قد لا يكون متاحًا للجمهور بشكل عام.

يخطط الفريق البحثي لمتابعة المشاركين لمدة ثلاث سنوات إضافية وإعادة الدراسة مع مجموعة أكثر تنوعًا من المشاركين، حيث أن غالبية المشاركين في الدراسة الحالية كانوا من البيض.

الخاتمة

تكشف الدراسة عن أهمية التدخلات السمعية في تحسين الروابط الاجتماعية وتقليل الشعور بالعزلة لدى كبار السن. إن توفير الرعاية السمعية الشاملة يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة والرفاهية العامة لهؤلاء الأفراد، مما يؤكد على الحاجة إلى سياسات صحية تدعم مثل هذه التدخلات.

Scroll to Top