دراسة حول تأثير المواد المحفزة للنمو في اللحوم على اختبارات المنشطات

في إطار الجهود المستمرة لضمان نزاهة المنافسات الرياضية، أجرت مجموعة من الباحثين دراسة شاملة حول مدى تأثير المواد المحفزة للنمو المستخدمة في إنتاج اللحوم على نتائج اختبارات المنشطات لدى الرياضيين. تركزت الدراسة على تحليل عينات من اللحوم المشتراة من متاجر البيع بالتجزئة في ثمان مدن أمريكية، واشتملت على أنواع مختلفة من اللحوم مثل اللحم البقري والدجاج والخنزير.

استخدام المواد المحفزة للنمو في الإنتاج الحيواني

تستخدم المواد المحفزة للنمو مثل الراكتوبامين والتربولون بشكل قانوني في إنتاج اللحوم داخل الولايات المتحدة لتحسين معدلات النمو وزيادة كفاءة التغذية. هذه المواد تسمح بزيادة الكتلة العضلية للحيوانات مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية. ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يحظر استخدام الكثير من هذه المركبات، بينما تسمح اللوائح الأمريكية باستخدامها بشكل منظم في حيوانات معينة، وخاصة الأبقار.

يتم توجيه المنتجين في الولايات المتحدة إلى اتباع فترات انسحاب طوعية قبل الذبح للتأكد من بقاء مستويات بقايا هذه المواد ضمن الحدود الآمنة لاستهلاك الإنسان. وعلى الرغم من هذه الإجراءات، فقد ألقى بعض الرياضيين اللوم على اللحوم الملوثة في الولايات المتحدة بسبب نتائج الاختبارات الإيجابية للمنشطات.

منهجية البحث والتحليل

قامت الدراسة باستخدام طرق تحليلية متقدمة شبيهة بتلك المستخدمة في مكافحة المنشطات لتحليل عينات اللحوم. وقد قاد فريق البحث إليزابيث (إيلي) أهرنز، مديرة مختبر التحليل الأولمبي بجامعة كاليفورنيا، حيث استخدموا تقنية الكروماتوغرافيا السائلة مع مطياف الكتلة عالي الدقة لفحص العينات.

استهدفت الدراسة البحث عن المنشطات المحظورة في الرياضة مثل الستيرويدات الابتنائية والمواد الأخرى المحفزة للنمو. كانت النتائج مثيرة للاهتمام حيث تم العثور على مستويات قابلة للكشف من مواد مثل الراكتوبامين والتربولون في بعض عينات اللحم البقري، ولكن جميع القياسات كانت ضمن الحدود المقبولة التي وضعتها الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

نتائج الدراسة وتأثيراتها

أظهرت الدراسة أن عينات اللحم البقري احتوت على مستويات من المواد المحفزة للنمو، بينما كانت عينات الدجاج والخنزير تحتوي على بقايا قليلة جدًا، وغالبًا ما كانت سلبية للمواد المحظورة. تؤكد هذه النتائج على فعالية الممارسات التنظيمية الحالية في الحد من بقايا المواد المحفزة للنمو في اللحوم التجارية.

وقد خلص الباحثون إلى أن نتائج الاختبارات الإيجابية الناتجة عن تناول اللحوم في كميات تتماشى مع الأنظمة الغذائية اليومية المعتادة هي أمر غير محتمل. كما أن المشروع لا يزال مستمرًا لجمع المزيد من العينات، بما في ذلك فحص اللحوم المستوردة إلى الولايات المتحدة من الخارج.

الخاتمة

تعكس هذه الدراسة الجهود المستمرة لضمان سلامة الغذاء والحرص على نزاهة المنافسات الرياضية من خلال فحص تأثير المواد المحفزة للنمو المستخدمة في إنتاج اللحوم. النتائج تشير إلى أن الإجراءات التنظيمية الحالية فعالة في الحد من خطر وجود بقايا هذه المواد في اللحوم، مما يضمن سلامة المستهلكين ويقلل من احتمالية تأثيرها على نتائج اختبارات المنشطات لدى الرياضيين. هذه الجهود تعزز الثقة في سلامة المنتجات الحيوانية وتؤكد على أهمية متابعة الدراسات والتحديثات في هذا المجال لضمان أفضل الممارسات.

Scroll to Top