استخدام قناديل البحر البايونيك لاستكشاف المحيطات

في خطوة تتجاوز الحدود التقليدية لاستكشاف المحيطات، قامت مجموعة من العلماء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بقيادة البروفيسور جون دابيري بتطوير تقنية جديدة تعتمد على قناديل البحر البايونيك. تم تجهيز هذه الكائنات البحرية بأجهزة إلكترونية وقبعات صناعية لتمكينها من حمل حمولات صغيرة أثناء تجوالها في المحيطات، وتقديم تقارير عن اكتشافاتها إلى السطح.

التحديات التي تواجه قناديل البحر البايونيك

على الرغم من القدرة الطبيعية لقناديل البحر على التحرك عبر المحيطات، فإنها تواجه العديد من التحديات أثناء رحلاتها. من أبرز هذه التحديات هو التيارات البحرية المتغيرة التي قد تعيق حركتها. وبما أن قناديل البحر تفتقر إلى الدماغ، فإنها لا تمتلك القدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بكيفية التنقل بفعالية.

لقد أدرك فريق دابيري أن هذه الكائنات يمكن أن تكون مستكشفي محيطات ممتازين إذا ما تم تزويدها بوسائل لاتخاذ القرارات أثناء تواجدها تحت الماء. من هنا، بدأت الجهود لتطوير ما يشبه الدماغ الصناعي الذي يمكنه مساعدة قناديل البحر في اتخاذ القرارات المناسبة.

تطوير نظام ملاحة جديد

بالإضافة إلى الأبحاث التي أجراها دابيري، قام بيتر غونارسون، الطالب السابق في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، بتطوير طريقة جديدة لتبسيط عملية اتخاذ القرار تحت الماء. هذا النظام لا يتطلب الذكاء الاصطناعي المعقد، بل يعتمد على استخدام تيارات المحيط بشكل ذكي لتحريك الروبوتات أو قناديل البحر البايونيك.

أحد الابتكارات الرئيسية في هذا المجال هو استخدام الروبوت المعروف باسم CARL-Bot، والذي تم تطويره في مختبر دابيري. هذا الروبوت يعتمد على مقياس تسارع بسيط لقياس تحركاته وكيفية دفع التيارات له. هذه المعلومات تستخدم لمساعدة الروبوت على اتخاذ قرارات بشأن الاتجاهات التي يمكن أن يستفيد منها أو يتجنبها.

استفادة من الطبيعة

من خلال دراسة الطبيعة، لاحظ العلماء أن الطيور والأسماك تستفيد من التيارات الهوائية والمائية لتحقيق حركتها بكفاءة أعلى. هذه الكائنات تستفيد من الرياح القوية أو التيارات المائية لتوفير الطاقة بدلاً من المقاومة ضدها. وقد تم تطبيق هذا المبدأ على قناديل البحر البايونيك والروبوتات المائية.

باستخدام مقياس تسارع بسيط وقوانين تحكم أساسية، يمكن لنظام CARL-Bot تحقيق فوائد مشابهة في استخدام الطاقة البيئية للتنقل بكفاءة بين نقطتين. هذه التقنية لا تقتصر على الروبوتات فقط، بل يمكن تطبيقها أيضاً على الكائنات البحرية المطورة مثل قناديل البحر البايونيك.

الخاتمة

تعد هذه الابتكارات خطوة هامة نحو تحسين استكشاف المحيطات باستخدام تقنيات بايونيك تعتمد على مبادئ بيئية. من خلال الجمع بين قناديل البحر المطورة ونظام الملاحة القائم على استخدام التيارات، يمكن تحقيق استكشاف أكثر كفاءة وفعالية للمحيطات. هذا الابتكار لا يوفر فقط حلاً تقنياً، بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة لفهم أفضل للبيئة البحرية.

Scroll to Top