لطالما اعتُبِر التيرانوصور ريكس واحدًا من أشهر الديناصورات التي عاشت على كوكب الأرض، وعادةً ما يُعتبر هذا الكائن العملاق من سكان أمريكا الشمالية. لكن دراسة جديدة تقترح أن أصول هذا الديناصور قد تعود إلى الشرق الأقصى. هذه الاكتشافات الجديدة قد تلقي بظلالها على فهمنا لتاريخ تطور الديناصورات.
أصل التيرانوصور ريكس
كانت الفرضية السائدة عند علماء الأحافير أن التيرانوصور ريكس كان حيوانًا ينتمي إلى أمريكا الشمالية. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن أسلافه قد جاءت من آسيا. استخدم الباحثون نماذج رياضية تعتمد على عمر وموقع الأحافير، وكذلك شجرة تطور الديناصورات والمعلومات المناخية، للوصول إلى هذه النتيجة.
تشير النماذج إلى أن “أجداد” التيرانوصور ريكس عبروا مضيق بيرينج بين سيبيريا وألاسكا، مما يعزز النظرية القائلة بأن أصوله كانت في آسيا. وتتماشى هذه الفكرة مع أبحاث سابقة وجدت أن التيرانوصور ريكس كان أكثر ارتباطًا بأقارب آسيوية مثل التاربوصور مقارنة بأقاربه في أمريكا الشمالية مثل الداسبلتوصور.
هجرة الديناصورات وتأثير المناخ
يربط الباحثون هجرة الديناصورات بالتغيرات المناخية. يُعتقد أنه عندما وصلت درجات الحرارة إلى ذروتها قبل 92 مليون سنة، بدأت الميجرابتورات في التحرك بحثًا عن مناخات أكثر برودة. قد يكون هؤلاء الديناصورات كانوا أكثر تكيفًا مع المناخات الباردة، ربما بسبب وجود الريش أو امتلاكهم لجسم دافئ الدم.
ومع ذلك، فإن هذا الاستنتاج قد لا يكون مقبولًا عالميًا. فقد أثارت مسألة أصول التيرانوصور ريكس في كثير من الأحيان جدلاً حادًا بين علماء الأحافير. على سبيل المثال، زعمت دراسة في عام 2024 أن التيرانوصور مكراينسيس، الذي وُجد في نيو مكسيكو، يسبق التيرانوصور ريكس بملايين السنين.
الجدل حول أصول التيرانوصور
أصبحت مسألة أصول التيرانوصور ريكس محورًا للعديد من المناقشات العلمية، حيث يدعي بعض العلماء أن أصوله تعود إلى أمريكا الشمالية بناءً على أحافير مثل التيرانوصور مكراينسيس. في المقابل، يرى مؤلفو الدراسة الجديدة أن هذه الفرضية غير دقيقة بسبب أخطاء في تأريخ الأحافير.
حتى يتم اكتشاف المزيد من أحافير الميجرابتورات خارج أمريكا الشمالية، قد تظل قصة أصل التيرانوصور ريكس غير مكتملة وتعتمد على المزيد من الاكتشافات المستقبلية.
الخاتمة
بينما تظل أصول التيرانوصور ريكس موضوعًا مثيرًا للجدل في علم الأحافير، تقدم الدراسة الأخيرة رؤى جديدة حول إمكانية وجود أصول آسيوية لهذا الديناصور العملاق. هذه الاكتشافات تفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لفهم تاريخ الديناصورات وتطورها، وتسلط الضوء على كيفية تأثير التغيرات المناخية في هجرة وتوزيع هذه الكائنات في العصور الجيولوجية القديمة.


