العمر البيولوجي وعلاقته بمخاطر الأمراض القلبية

يعتبر التقدم البيولوجي في العمر من الظواهر الطبيعية التي تؤثر على الجسم البشري، حيث يتسبب في تدهور الخلايا والأنسجة مع مرور الوقت. يبدأ هذا التدهور في مرحلة البلوغ المبكرة ويؤثر على وظائف الجسم بشكل عام، مما يزيد من مخاطر الأمراض والوفاة. يختلف معدل تقدم العمر البيولوجي بين الأفراد، ويتأثر هذا الاختلاف بالعوامل الوراثية ونمط الحياة والعوامل البيئية.

مؤشرات قياس العمر البيولوجي

لإجراء دراسة حول العمر البيولوجي، تم استخدام مؤشرين رئيسيين لقياس مرحلة تقدم العمر البيولوجي: مؤشر الضعف وطول التيلوميرات. يعكس مؤشر الضعف تراكم العجز الصحي عبر أنظمة الجسم المختلفة على مستوى الكائن الحي، بينما يعد طول التيلوميرات مؤشراً على مستوى الخلية. تُستخدم مؤشرات الخطر التقليدية لأمراض القلب مثل SCORE2 وSCORE2-OP ومؤشر فرامنغهام، التي تأخذ في الاعتبار العمر الزمني والجنس والعوامل الصحية أو نمط الحياة، لكنها لا تنظر إلى مرحلة العمر البيولوجي.

نتائج الدراسة وملاحظات الباحثين

شاركت في الدراسة باحثة ما بعد الدكتوراه آنا تيركونن من جامعة يوفاسكيلا وزميلة الأبحاث لورا كانانين من جامعة تامبيري ومعهد كارولينسكا. أوضحت النتائج أن مؤشر الضعف يمكن أن يساعد في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد تم ملاحظة ذلك في ثلاث مجموعات من فنلندا والسويد شملت أكثر من 14,000 شخص دون تاريخ مرضي للأمراض القلبية. كان هذا الاكتشاف واضحاً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً وأيضاً لمن هم أقل من 70 عاماً.

قالت كانانين: “وجدنا أيضاً أن مؤشر الضعف وحده يمكن أن يعكس احتمال تطور الأمراض القلبية على مدى العشر سنوات القادمة بدقة كبيرة. من ناحية أخرى، كانت نتائج طول التيلوميرات مختلفة، حيث كان ارتباطه بمخاطر الأمراض القلبية أقل وضوحاً.”

أهمية الدراسة وندرة الأبحاث

تعتبر الأبحاث في هذا المجال نادرة، ويعتقد الباحثون أن دراستهم هي الأولى من نوعها التي تستخدم مؤشر الضعف وSCORE2 أو SCORE2-OP لتقييم المخاطر. أشارت تيركونن إلى أن هناك دراسة واحدة سابقة فقط تناولت هذه القضية باستخدام مؤشر الضعف ومؤشر فرامنغهام، وأن نتائج دراستهم تتوافق مع تلك النتائج.

توصيات الباحثين حول الأدوات المستقبلية لتقييم المخاطر

يعتقد الباحثون أن العمر البيولوجي يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تقييم مخاطر الأمراض القلبية. بناءً على النتائج التي توصلوا إليها، يبدو أن مؤشر الضعف الذي يعكس تراكم العجز الصحي المرتبط بالعمر ويمثل الصحة والوظائف والرفاهية العامة بشكل شامل هو مؤشر فعال لهذا الغرض. كما أنه سهل القياس ويمكن استخراجه من استبيان بسيط نسبياً.

الخاتمة

في الخلاصة، تشير الدراسة إلى أهمية النظر إلى العمر البيولوجي، وليس فقط العمر الزمني، في تقييم مخاطر الأمراض القلبية. يعتبر مؤشر الضعف أداة فعالة وسهلة الاستخدام لقياس هذه المخاطر، ويجب دمجه في الأدوات المستقبلية لتقييم المخاطر الصحية. تعزز هذه الدراسة الحاجة إلى المزيد من الأبحاث في هذا المجال لفهم العلاقة بين التقدم البيولوجي في العمر والمخاطر الصحية بشكل أفضل.

Scroll to Top