يُعد الفصام أحد أكثر الاضطرابات العقلية تعقيدًا، حيث يؤثر على الإدراك، والسلوك، والعواطف، لكن أسبابه الدقيقة لا تزال غير مفهومة بالكامل. في دراسة حديثة، كشف العلماء عن تحور جيني قد يكون مفتاحًا لفهم تطور الفصام، مما يفتح المجال أمام استراتيجيات علاجية جديدة لهذا الاضطراب المعقد.
ما هو الفصام؟
الفصام هو اضطراب عقلي يؤثر على كيفية تفكير الشخص وشعوره وتصرفاته. من أبرز أعراضه:
• الهلوسات (مثل سماع أصوات غير موجودة)
• الأوهام (الاعتقاد بأمور غير حقيقية)
• التفكير المضطرب
• مشاكل في الإدراك والعواطف
وعلى الرغم من أن العوامل البيئية والتجارب الحياتية تلعب دورًا، إلا أن الجينات لها تأثير قوي على خطر الإصابة بالمرض.
ما الذي اكتشفه العلماء؟
وجد الباحثون أن تحورًا في جين معين قد يكون مرتبطًا بالفصام، حيث يؤثر هذا التحور على طريقة تواصل الخلايا العصبية في الدماغ، وهو ما قد يفسر بعض الأعراض المعرفية والسلوكية للمرض.
كيف يؤثر هذا التحور الجيني على الدماغ؟
الدراسة أظهرت أن التحور الجيني يؤثر على:
1. عمل المشابك العصبية
• المشابك العصبية هي نقاط الاتصال بين الخلايا العصبية، وأي خلل فيها قد يؤدي إلى اضطرابات في التفكير والسلوك.
2. إنتاج ونقل بعض النواقل العصبية
• مثل الدوبامين والغلوتامات، وهما مرتبطان بوظائف الدماغ المسؤولة عن المزاج والإدراك.
3. تطور الدماغ أثناء الطفولة والمراهقة
• مما قد يفسر لماذا تظهر أعراض الفصام غالبًا في أواخر المراهقة أو بداية العشرينات.
لماذا هذا الاكتشاف مهم؟
• فهم أعمق لأسباب الفصام: تحديد الجينات المسؤولة يساعد العلماء على تطوير علاجات أكثر دقة تستهدف أصل المشكلة.
• إمكانية التشخيص المبكر: إذا أمكن الكشف عن هذه الطفرات الجينية في سن مبكرة، فقد يساعد ذلك في منع تطور المرض أو تخفيف أعراضه قبل أن يشتد.
• تطوير أدوية جديدة: يمكن أن يؤدي هذا البحث إلى علاجات موجهة تعمل على تصحيح الخلل الجيني أو تحسين وظائف الخلايا العصبية المتأثرة.
ما الخطوة القادمة؟
لا يزال العلماء بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير هذا التحور الجيني بشكل دقيق، وما إذا كان يمكن تطوير أدوية أو علاجات جينية تعتمد على هذه المعلومات.
خاتمة: خطوة نحو فك لغز الفصام
رغم أن الفصام لا يزال أحد أكثر الأمراض العقلية غموضًا، فإن هذا الاكتشاف الجيني يمثل تقدمًا مهمًا في فهم أسبابه. مع استمرار البحث، قد يكون من الممكن في المستقبل تطوير علاجات أكثر فعالية، مما يمنح الأمل لملايين الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب.