في إطار الجهود المستمرة لفهم جيولوجيا المريخ وتاريخه البيئي، قادت دراسة حديثة فريقًا من الباحثين بقيادة الدكتور جويل هورويتز من جامعة ستوني بروك، لاستكشاف تشكيلات الصخور الطينية في فوهة جيزيرو. وقد أثارت هذه الدراسة فضول العلماء بشأن إمكانية احتواء هذه الصخور على بصمات حياة قديمة.
استكشاف تشكيلات الصخور الطينية
بدأت رحلة مسبار بيرسيفيرانس منذ وصوله إلى حافة فوهة جيزيرو الغربية في عام 2021، حيث قام بتحليل تشكيلات الطين المميزة لتكوين برايت أنجل. وقد أجرى فريق العلوم التابع لمهمة مارس 2020 مسحًا جيولوجيًا دقيقًا لهذه الصخور، حيث تم اكتشاف آثار مواد كربونية إلى جانب معادن مثل فوسفات الحديد الحديدي وكبريتيد الحديد.
تُعتبر هذه التكوينات الجيولوجية كنزًا من المعلومات حول الظروف البيئية السطحية للمريخ في فترة زمنية بعد تشكل الكوكب بمئات الملايين من السنين، مما يجعلها سجلًا ثمينًا للبيئة الكوكبية وإمكانية الحياة خلال تلك الفترة.
إمكانية وجود بصمات حياة
رغم أن الفريق البحثي لا يدعي العثور على شكل من أشكال الحياة المتحجرة على المريخ، إلا أنهم يعتقدون أن الصخور تحتوي على ميزات قد تكون تشكلت بفعل الحياة. تعرف هذه الميزات باسم البصمات الحيوية المحتملة، وهي أي خصائص أو عناصر أو جزيئات قد تكون نتجت عن حياة بيولوجية سابقة، ولكن يمكن أيضًا أن تتشكل في غياب الحياة.
لذلك، يحتاج العلماء إلى المزيد من البيانات قبل التوصل إلى أي استنتاجات حول ما إذا كانت النشاطات الميكروبية مسؤولة عن تطوير الميزات المرصودة في الصخور الطينية.
تفاعلات الأكسدة والاختزال في الصخور الطينية
أظهرت التحليلات أن الكربون العضوي المكتشف قد شارك في تفاعلات أكسدة واختزال بعد الترسّب، والتي أنتجت المعادن المرصودة مثل فوسفات الحديد وكبريتيد الحديد. وقد حدثت هذه التفاعلات في بيئة صخور رسوبية ذات درجة حرارة منخفضة.
تعتبر تفاعلات الأكسدة والاختزال نوعًا من التفاعلات الكيميائية التي تستمد منها الكائنات الحية طاقتها، وفي بيئات الصخور الرسوبية ذات درجة الحرارة المنخفضة على الأرض، غالبًا ما تقود هذه التفاعلات الحياة الميكروبية. وقد أظهرت مراجعة المسارات المختلفة التي يمكن من خلالها تفاعلات الأكسدة والاختزال المتضمنة للمادة العضوية إنتاج مجموعة المعادن الحاملة للحديد والكبريت والفوسفور أن كلا من العمليات غير الحيوية والبيولوجية يمكن أن تفسر الميزات الفريدة المرصودة في تكوين برايت أنجل.
الخاتمة
تظل الأبحاث مستمرة لتقييم الصخور وميزات الطين. ويخلص الباحثون في الوقت الحالي إلى أن تحليل العينة الأساسية المجمعة من هذه الوحدة باستخدام أجهزة ذات حساسية عالية على الأرض سيمكن من إجراء القياسات المطلوبة لتحديد أصل المعادن والمواد العضوية والأنسجة التي تحتويها. إن هذا البحث يفتح آفاقًا جديدة لفهم الظروف البيئية القديمة للمريخ واحتمالية وجود حياة في ماضيه البعيد.