استكشاف دورة المياه على كوكب المريخ: اكتشافات جديدة من جامعة تكساس

في خطوة هامة نحو فهم أعمق لدورة المياه على كوكب المريخ، قام طالبان دراسات عليا من جامعة تكساس في أوستن بالكشف عن تفاصيل جديدة حول كيفية انتقال المياه من سطح المريخ إلى باطنه. هذه الدراسة تسلط الضوء على الفروق الكبيرة بين دورة المياه على المريخ والأرض، مما يساهم في تحسين فهمنا لتاريخ المريخ المائي وإمكانيات الحياة عليه في الماضي.

نموذج حاسوبي يكشف عن أسرار باطن المريخ

قام محمد أفضل شداب وإريك هيات، الطالبان في جامعة تكساس، بتطوير نموذج حاسوبي يهدف إلى حساب المدة الزمنية التي استغرقتها المياه على المريخ للانتقال من السطح إلى طبقات المياه الجوفية على عمق ميل تحت الأرض. وقد توصلوا إلى أن هذه العملية استغرقت ما بين 50 إلى 200 عام، في حين أن نفس العملية على الأرض تستغرق بضعة أيام فقط بسبب قرب المياه الجوفية من السطح.

هذا الاكتشاف الذي نُشر في مجلة “Geophysical Research Letters” يمثل خطوة كبيرة نحو فهم دورة المياه على المريخ، حيث يساهم في تحديد كمية المياه التي كانت متوفرة للتبخر وتكوين البحيرات والمحيطات من الأمطار.

المياه الجوفية: مورد محتمل للحياة على المريخ

توضح الدراسة أن كمية المياه التي انتقلت بين السطح وطبقات المياه الجوفية كانت كافية لتغطية المريخ بطبقة لا تقل عن 300 قدم من الماء. هذا يشير إلى أن جزءًا كبيرًا من مياه المريخ كانت محبوسة في باطنه، مما قد يكون مؤشرًا على وجود بيئة مناسبة للحياة في الماضي.

ويشير الباحثون إلى أن هذا الفهم الجديد لدورة المياه يمكن أن يكون ذو أهمية كبيرة للمستكشفين المستقبليين الذين قد يبحثون عن موارد مائية مدفونة لدعم الحياة على المريخ.

تاريخ المياه على المريخ: مقارنة بين الأرض والمريخ

في الماضي، كان سطح المريخ يحتوي على محيطات وبحيرات وأنهار نحتت الوديان عبر الجبال والفوهات. ومع ذلك، فإن المياه على المريخ سلكت مسارًا مختلفًا مقارنة بالأرض، حيث انتهى المطاف بمعظمها في القشرة أو فقدت في الفضاء مع الغلاف الجوي.

هذه الفروق تجعل العلماء يتساءلون عن إمكانية وجود ظروف مناسبة للحياة في الماضي، وما إذا كانت المياه بقيت في الأماكن المناسبة لفترة كافية لتكوين المكونات الكيميائية اللازمة للحياة.

الخاتمة

تقدم الدراسة الجديدة رؤية بديلة لدورة المياه على كوكب المريخ، حيث تشير إلى أن أي مياه سطحية كانت موجودة مثل المحيطات أو البحيرات الكبيرة كانت مؤقتة للغاية. بمجرد دخول المياه إلى باطن المريخ، كانت تعتبر مفقودة بشكل دائم. ومع ذلك، فإن هذه المياه لم تُفقد في الفضاء، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم التاريخ المائي للمريخ وإمكانية الاستفادة من هذه الموارد في المستقبل.

تم دعم هذا البحث بواسطة منح من معهد جامعة تكساس لعلوم الجيوفيزياء ومركز نظم الكواكب القابلة للسكنى في جامعة تكساس ووكالة ناسا. ويشمل الفريق البحثي أيضًا علماء من وكالة الفضاء الأوروبية وجامعة إوتفوس لوراند في هنغاريا، مما يعزز التعاون الدولي في فهم الكواكب الأخرى.

Scroll to Top