في الساعات الأولى من صباح 31 أغسطس، نفذ مسبار وكالة الفضاء الأوروبية “جوس” (JUICE) مناورة طيران مثيرة بجوار كوكب الزهرة. هذا المسبار، الذي صُمم لدراسة كوكب المشتري وأقماره الجليدية، يستخدم قوى الجاذبية لكواكب مختلفة لتحقيق هدفه البعيد في نظام المشتري في يوليو 2031.
لماذا الزهرة؟
قد يتساءل البعض عن سبب مرور المسبار بجوار كوكب الزهرة، خاصة وأن وجهته تستهدف كوكب المشتري. الإجابة تكمن في استخدام المسبار لقوى الجاذبية في مختلف الكواكب لضبط مساره وزيادة سرعته دون الحاجة لاستخدام الوقود. هذه التقنية تُعرف باسم “المقلاع الجاذبي”، وهي جزء من خطة أوسع لتوفير الوقود وتحقيق الكفاءة في السفر بين الكواكب.
يُذكر أن المسبار قد استخدم قوى جاذبية القمر والأرض في السابق قبل أن يتجه إلى الزهرة، كجزء من هذه الرحلة المعقدة.
تحديات المناورة
واجهت عملية المرور بجوار الزهرة تحديات تقنية، حيث اضطرت الفرق المشغلة للمسبار إلى إيقاف أجهزته الحساسة نتيجة للحرارة العالية التي تصدرها الزهرة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المسبار هوائيه الكبير كدرع حراري لحماية الأجهزة من هذه الحرارة.
لم يكن هناك صور متوفرة للعموم من هذه العملية؛ إلا أن هذا لم يقلل من أهمية المناورة في تحقيق الهدف النهائي للمهمة.
التحديات التقنية
تعرض المسبار لمشكلة تقنية في يوليو الماضي عندما توقف عن إرسال معلومات حول حالته وصحته. استغرق الأمر 20 ساعة من العمل المكثف لإعادة الاتصال بالمسبار واستعادة عملية الإرسال. هذه الحادثة أظهرت مدى تعقيد وإمكانية حدوث المشاكل في مثل هذه المهام الفضائية.
وجهة المسبار التالية
بعد النجاح في المرور بجوار الزهرة، يستعد المسبار للعودة إلى الأرض في رحلة أخرى لتعديل مساره. من المخطط أن يستخدم قوى جاذبية الأرض في عام 2026 لمزيد من ضبط مساره قبل أن يعود مرة أخرى في يناير 2029. عندها سيكون المسبار جاهزًا للانطلاق نحو هدفه النهائي.
الخاتمة
مهمة “جوس” تمثل خطوة كبيرة في جهود استكشاف الفضاء الخارجي. عبر استخدام تقنيات المقلاع الجاذبي، يتمكن المسبار من الوصول إلى أهداف بعيدة بكفاءة وبتكلفة منخفضة. هذه المهمة لا تهدف فقط إلى دراسة كوكب المشتري بل تشمل أيضًا استكشاف ثلاثة من أكبر أقماره التي يُعتقد أنها تحتوي على محيطات تحت سطحها الجليدي، مما يجعلها أهدافًا مثيرة في البحث عن حياة خارج الأرض. مع كل مناورة ومع كل تحدي تقني، يقترب المسبار خطوة من الكشف عن أسرار نظام المشتري.