منذ إطلاق محطة الفضاء الدولية (ISS) في عام 1998، أصبحت بمثابة مختبر فضائي يتيح للرواد من جميع أنحاء العالم إجراء التجارب المختلفة في الفضاء، بدءًا من زراعة الغذاء وصولاً إلى دراسة تأثيرات الجاذبية المنخفضة على جسم الإنسان. في الآونة الأخيرة، أكملت الصين بناء محطتها الفضائية تيانجونج بإضافة الوحدة الثالثة والأخيرة، منتشيان، في 31 أكتوبر 2022، والتي تقع على نفس ارتفاع محطة الفضاء الدولية.
الشراكات الدولية في الفضاء
تعد محطة الفضاء الدولية مشروعًا مشتركًا بين وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA)، وغيرها من المنظمات. لقد تم تشغيلها بشكل متواصل منذ عام 2000 وتعمل كمختبر للجاذبية الصغرى لإجراء البحوث في مجالات الأحياء والفيزياء والطب وعلوم الأرض.
على الرغم من أن محطة الفضاء الدولية تضم 16 وحدة، إلا أن محطة الفضاء الصينية تيانجونج تتألف من ثلاث وحدات فقط، مما يجعلها أصغر بكثير من الأولى. ومع ذلك، فإن تيانجونج تمثل إنجازًا تكنولوجيًا مهمًا للصين التي لم تشارك في برنامج محطة الفضاء الدولية وأقامت محطتها الخاصة.
التكنولوجيا والتقاط الصور الفضائية
التقاط صور لمحطات فضائية تدور بسرعة عالية حول الأرض ليس بالأمر السهل. تدور محطة الفضاء الدولية حول الأرض كل 90 دقيقة بسرعة تبلغ حوالي 17,500 ميل في الساعة (28,000 كم/ساعة)، وتتحرك تيانجونج بسرعة مشابهة. تمكنت الأقمار الصناعية التابعة لشركة ماكسار للتكنولوجيا من التقاط صور واضحة لكلتا المحطتين، مما يبرز قدرات التوقيت والهندسة الدقيقة لتلك الأقمار الصناعية.
تصوير هذه المحطات بينما تتحرك في مداراتها يعد إنجازًا هندسيًا وتقنيًا يعكس التقدم في مجال الأقمار الصناعية والمراقبة الفضائية.
أهمية محطة الفضاء الصينية تيانجونج
بعدما تم استبعاد الصين من المشاركة في برنامج محطة الفضاء الدولية، قررت إنشاء محطتها الخاصة، تيانجونج، والتي تعني “القصر السماوي” باللغة الصينية. تهدف تيانجونج إلى توفير منصة للبحث العلمي للبلدان التي لا تشارك في برنامج محطة الفضاء الدولية، مما يعزز من دور الصين في استكشاف الفضاء.
من خلال هذه الخطوة، تسعى الصين إلى التأكيد على قدراتها في مجال استكشاف الفضاء، وتقديم مكان للبحث العلمي الذي يمكن أن يساهم في تقدم العلوم الفضائية العالمية.
الخاتمة
تعتبر محطتا الفضاء الدولية وتيانجونج إنجازين بارزين في مجال استكشاف الفضاء. في حين تمثل محطة الفضاء الدولية رمزًا للتعاون الدولي، تعكس محطة تيانجونج الطموح الصيني في تحقيق الاكتفاء الذاتي في استكشاف الفضاء وتقديم بدائل للبلدان الأخرى. بفضل التطورات التكنولوجية في مجال الأقمار الصناعية، أصبح من الممكن رصد هذه المحطات بدقة عالية، مما يعزز من فهمنا للفضاء الخارجي ويفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي.