في عصر تتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تقديم الدعم العاطفي، كشفت دراسة جديدة عن تفضيل الناس للتعاطف البشري على التعاطف الذي يُعتقد أنه مولد بواسطة الذكاء الاصطناعي. الدراسة التي أُجريت بقيادة بروفيسور أنات بيري من الجامعة العبرية في القدس، تُظهر أن الاستجابات التي تُعتبر بشرية تُعد أكثر دعماً ورضا عاطفياً حتى وإن كانت نفس الاستجابات صادرة عن الذكاء الاصطناعي.
أهمية المصداقية في التعاطف
أظهرت الدراسة أن المصداقية تُعد عاملاً حاسماً في كيفية استقبال الناس للتعاطف. عندما يُعتقد أن الاستجابة تأتي من إنسان، يُنظر إليها على أنها أكثر صدقاً وفعالية من نفس الاستجابة إذا تم اعتبارها مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. المشاركون في الدراسة كانوا على استعداد للانتظار لفترة أطول للحصول على رد من بشر بدلاً من الحصول على رد فوري من روبوت دردشة.
تُظهر هذه النتائج أهمية الاعتقاد في المصداقية البشرية في تعزيز الرضا العاطفي، حيث يفضل الناس الشعور بأن هناك شخصاً حقيقياً يفهمهم ويشعر بهم ويهتم لأمرهم.
التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في السياقات العاطفية
بينما يُظهر الذكاء الاصطناعي قدرات مذهلة في تقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي، إلا أن الدراسة تُظهر حدوده في السياقات العاطفية الحساسة. برغم أن الذكاء الاصطناعي يستطيع محاكاة التعاطف، يظل الناس يفضلون التفاعل البشري الحقيقي في اللحظات التي تتطلب اتصالاً عاطفياً عميقاً.
يُبرز هذا التفضيل قوّة التعاطف البشري في تقديم الدعم العاطفي الحقيقي، حيث يفضل المشاركون الانتظار للحصول على رد بشري بدلاً من الحصول على رد فوري من الذكاء الاصطناعي.
دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل
الدراسة تقدم رؤى هامة حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي العاطفي في حياتنا اليومية. في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في توسيع نطاق أنظمة الدعم، إلا أن اللحظات التي تتطلب اتصالاً عاطفياً عميقاً ما زالت تحتاج إلى اللمسة البشرية.
في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والصحة النفسية، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور مهم، لكنه يظل محدوداً عندما يتعلق الأمر بالاتصال العاطفي الحقيقي.
الخاتمة
تؤكد الدراسة على أهمية المصداقية في التعاطف وتفضيل الناس للاستجابات البشرية حتى وإن كانت نفس الاستجابات صادرة عن الذكاء الاصطناعي. تُسلط هذه النتائج الضوء على التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي في تقديم الدعم العاطفي الحقيقي وتُثير تساؤلات حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي العاطفي في حياتنا اليومية.
