تعتبر مهمة ExoMars إحدى المبادرات الطموحة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لاستكشاف كوكب المريخ. منذ انطلاق التخطيط لهذه المهمة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واجهت العديد من العقبات والتحديات. في هذا المقال، سنستعرض تاريخ هذه المهمة، التحديات التي واجهتها، ودور الشراكات الدولية في تحقيق هذا الهدف.
التاريخ والشراكات الدولية
بدأت وكالة الفضاء الأوروبية في تخطيط مهمة ExoMars في عام 2003 بهدف إطلاق المسبار في عام 2011. في البداية، كانت وكالة ناسا شريكًا رئيسيًا في المشروع، حيث كان من المتوقع أن توفر التكنولوجيا اللازمة للهبوط على سطح المريخ.
لكن في عام 2012، انسحبت ناسا من المشروع بعد أن ألغت إدارة أوباما تمويل المهمة، مما دفع وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس للتدخل وتقديم الدعم عن طريق توفير صاروخ ومنصة هبوط.
التحديات المالية والتكنولوجية
واجهت مهمة ExoMars العديد من التأخيرات والتجاوزات في الميزانية. بعد أن كان من المقرر إطلاق المهمة في سبتمبر 2022، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى إنهاء التعاون مع روسيا. عادلت ناسا إلى المشروع مرة أخرى في عام 2024 للمساعدة في تحقيق الإطلاق بحلول عام 2028.
ومع ذلك، فإن التخفيضات المقترحة في ميزانية ناسا من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد تفرض مزيدًا من التأخيرات على مهمة ExoMars، مما يتطلب من وكالة الفضاء الأوروبية البحث عن بدائل تكنولوجية لم تكن متوفرة في أوروبا.
التحديات المستقبلية والآفاق
من المحتمل أن يواجه مشروع ExoMars مزيدًا من التأخيرات إذا لم يتمكن من الإطلاق في نافذة 2028. هذه التأخيرات يمكن أن تؤثر على متطلبات الهبوط والاقتراب نظرًا للفرق في المسافة بين الأرض والمريخ في دوراتهما.
يحمل المسبار Rosalind Franklin، الذي سمي نسبة إلى الكيميائية البريطانية التي درست بنية الحمض النووي، أداة حفر بطول 2 متر يمكنها الوصول إلى أعماق التربة المريخية، مما يعطي فرصة أكبر لاكتشاف آثار حياة قديمة محمية من الإشعاعات الشمسية.
الخاتمة
تظل مهمة ExoMars رمزًا للتحدي والإصرار في مجال استكشاف الفضاء. على الرغم من العقبات المالية والتكنولوجية، فإن التزام العلماء والمهندسين بتحقيق هذا الهدف يظل قويًا. إذا نجحت هذه المهمة، فإنها قد تسهم في إجابة السؤال القديم: هل نحن وحدنا في الكون؟