في الآونة الأخيرة، أظهرت تحقيقات أن نماذج الذكاء الاصطناعي الشائعة تقوم بإعادة إنتاج الدعاية الصينية وحتى فرض الرقابة عند طرح أسئلة حول موضوعات حساسة. هذا الأمر أثار مخاوف بشأن تأثير البيانات الملوثة على نتائج هذه النماذج.
تلوث البيانات وتدريبات النماذج
وفقاً لتقرير أعدته مجموعة المشروع الأمريكي للأمن (ASP)، فإن جهود الرقابة والتضليل الواسعة التي تقوم بها الحكومة الصينية قد لوثت سوق البيانات العالمي. هذا التلوث يؤثر بشكل مباشر على نماذج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك النماذج المملوكة لشركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وOpenAI.
التدريب على البيانات الضخمة المتاحة عبر الإنترنت، والتي تتضمن محتوى متأثرًا بالدعاية الصينية، يؤدي إلى خلق نماذج ذكاء اصطناعي تُظهر أحيانًا استجابات تتماشى مع السرديات السياسية للدولة الصينية.
نتائج التحقيقات حول النماذج المختلفة
أجرى المحققون من ASP تحليلًا لخمسة نماذج لغة كبيرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي من بينها ChatGPT، Copilot، وGemini. وقد وجدوا أن جميع هذه النماذج أظهرت في بعض الأحيان استجابات تشير إلى الرقابة والتحيز المتماشي مع الحزب الشيوعي الصيني.
أشار التقرير إلى أن Copilot من مايكروسوفت كان الأكثر ميلاً لتقديم الدعاية الصينية كمعلومات موثوقة، بينما كان نموذج Grok من X الأكثر انتقادًا للسرديات الصينية الرسمية.
التحديات التي تواجهها الشركات العالمية
الشركات التي تعمل في كل من الولايات المتحدة والصين، مثل مايكروسوفت، تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على الحياد. إذ تفرض قوانين جمهورية الصين الشعبية على الشركات الالتزام بالقيم الاشتراكية الأساسية، مما يضطرها إلى التكيف مع هذه المتطلبات لتجنب عواقب عدم الامتثال.
تُظهر التحقيقات أن أدوات الرقابة التابعة لمايكروسوفت قد تكون أكثر صرامة من نظيراتها الصينية، حيث تعمل على إزالة الموضوعات الحساسة مثل مذبحة ميدان تيانانمن والإبادة الجماعية للإيغور من خدماتها.
التباين في الاستجابات اللغوية
أظهرت التحقيقات تباينًا كبيرًا في كيفية استجابة نماذج الذكاء الاصطناعي للموضوعات الحساسة اعتمادًا على لغة السؤال. عند السؤال باللغة الإنجليزية عن أصل جائحة كوفيد-19، أظهرت النماذج مثل ChatGPT وGemini النظرية العلمية الأكثر قبولًا، بينما قدمت نماذج أخرى مثل DeepSeek وCopilot إجابات غامضة.
في اللغة الصينية، تغير السرد بشكل كبير، ووصفت جميع النماذج تقريباً أصل الجائحة بأنه “لغز غير محلول”.
الخاتمة
يؤكد التقرير على الضرورة الملحة لتوسيع الوصول إلى بيانات تدريب موثوقة وصحيحة للذكاء الاصطناعي. إذا استمرت انتشار الدعاية الصينية وتقلص الوصول إلى المعلومات الحقيقية، قد يصبح من المستحيل على المطورين في الغرب منع الآثار المدمرة المحتملة لانحراف الذكاء الاصطناعي العالمي.