في خطوة جريئة نحو تعزيز مكانتها في مجال استكشاف الفضاء، تخطط الصين لإطلاق بعثة تياونوين-3 لاستكشاف المريخ في عام 2028. هذه البعثة تهدف إلى جلب عينات من الصخور والتربة المريخية إلى الأرض، مما قد يحدث ثورة في فهمنا للحياة ومكانتنا في الكون.
الخطوات الناجحة نحو المريخ
نجحت الصين في الهبوط على سطح المريخ لأول مرة في مايو 2021 من خلال بعثة تياونوين-1، التي تضمنت هبوط المركبة وزورونج على سطح الكوكب الأحمر لاستكشافه. هذا الإنجاز أثبت أن الصين أصبحت لاعباً رئيسياً في مجال استكشاف الكواكب، إلى جانب الولايات المتحدة.
كانت تلك الخطوة الأولى نحو مشروع أكبر وأكثر طموحاً، وهو تياونوين-3، الذي يهدف إلى جلب عينات مريخية إلى الأرض. سينطلق هذا المشروع باستخدام صاروخين من نوع لونغ مارش 5 من قاعدة وينتشانغ الفضائية في جزيرة هاينان الصينية.
التقنيات المستخدمة في تياونوين-3
ستستخدم بعثة تياونوين-3 تقنيات مشابهة لتلك المستخدمة في تياونوين-1 للهبوط على سطح المريخ. إلا أن التحديات الهندسية تتطلب اختيار موقع هبوط في نصف الكرة الشمالي للمريخ وعلى ارتفاع لا يقل عن ثلاثة كيلومترات تحت متوسط الارتفاع الكوكبي.
سيتم جمع العينات باستخدام تقنيات أثبتت نجاحها في بعثات الصين القمرية، مثل الحفر إلى عمق مترين لجمع عينات تحت السطح وجمع مواد من السطح. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام طائرة هليكوبتر لجمع عينات إضافية من الصخور والجسيمات السائبة من محيط موقع الهبوط.
الأهداف العلمية للبعثة
إلى جانب جمع العينات، تهدف تياونوين-3 إلى دراسة باطن المريخ وغلافه الجوي الرقيق. لكن الهدف الأكبر هو البحث عن علامات تدل على الحياة السابقة أو الحالية على المريخ. قد تحتوي العينات على بصمات حيوية توضح وجود حياة على الكوكب الأحمر.
تشمل البصمات الحيوية المحتملة جزيئات تنتجها الكائنات المريخية، أو تفرزها العمليات البيوكيميائية مثل التمثيل الضوئي، وكذلك الأدلة الحفرية التي قد تتركها الكائنات الحية في الصخور الرسوبية.
التحديات والمنافسة العالمية
بينما تهدف بعثة تياونوين-3 إلى تحقيق إنجازات علمية كبيرة، فإنها تواجه تحديات تقنية وجيولوجية. وعلى الرغم من أن الصين تعتمد على خطة هندسية بسيطة ومباشرة، إلا أن بعض العلماء يرون أن ذلك قد يحد من الإجابات التي يمكن للتجربة تقديمها.
في الوقت نفسه، تواجه بعثة إعادة عينات المريخ التابعة لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية تهديدات بالتأجيل أو الإلغاء بسبب التكلفة العالية والتعقيدات التقنية، مما يعطي الصين فرصة لتحقيق سبق علمي في هذا المجال.
الخاتمة
في الختام، تعتبر بعثة تياونوين-3 جزءاً من سلسلة طموحة من البعثات الفضائية التي تهدف الصين إلى تنفيذها ضمن برنامج تياونوين. وتعد هذه البعثة فرصة فريدة لتقديم إجابات على أسئلة علمية حرجة حول الحياة خارج كوكب الأرض، مما يعزز الفهم الإنساني لمكانتنا في الكون ويمهد الطريق لاكتشافات مستقبلية هامة في مجال استكشاف الفضاء.