النموذج الفلكي الجديد: فتح نافذة على أسرار الكواكب والنجوم المتقلبة

في خطوة تعتبر نقلة نوعية في فهمنا للنجوم المتغيرة والكواكب الخارجية، قدمت مجموعة من العلماء نموذجًا جديدًا يحمل اسم “StarryStarryProcess”، يهدف إلى تحسين تحليل البيانات الفلكية المتعلقة بالكواكب والنجوم. هذا النموذج يعزز قدرتنا على دراسة الغلاف الجوي للكواكب وإمكانية الحياة عليها باستخدام بيانات من التلسكوبات مثل مهمة بانادورا القادمة من ناسا.

فهم أعمق للنجوم المتقلبة

تعتبر النماذج التقليدية المستخدمة لتحليل البيانات الفلكية في كثير من الأحيان غير دقيقة لأنها تفترض أن النجوم هي مجرد أقراص مضيئة ومتجانسة. لكن وفقًا لما قالته سابينا ساغينباييفا، طالبة الدراسات العليا في جامعة ستوني بروك، “نعلم فقط من خلال النظر إلى شمسنا أن النجوم أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير”. يتيح النموذج الجديد للعلماء تقدير عدد البقع الشمسية على النجوم ومواقعها ودرجة سطوعها أو عتمتها، مما يمنحهم فهمًا أعمق لهذه الأجرام السماوية.

تم نشر الورقة البحثية المتعلقة بهذا النموذج في مجلة الفيزياء الفلكية، وتسلط الضوء على كيفية تأثير البقع النجمية على فهمنا للنجوم والكواكب التي تدور حولها.

التلسكوبات الفضائية ودورها في الاكتشافات

تم تصميم تلسكوبات ناسا TESS وKepler سابقًا لاكتشاف الكواكب من خلال مراقبة التغيرات في سطوع النجوم عند مرور الكواكب أمامها، وهو ما يعرف باسم العبور. تكشف هذه القياسات عن كيفية تغير ضوء النجم مع مرور الوقت، ويمكن للعلماء ترتيبها في مخطط يسمى منحنى الضوء.

يساعد منحنى الضوء السلس عادةً في تحديد المسافة بين الكوكب ونجمها، وتقدير درجة حرارة سطح الكوكب، وقياس حجم الكوكب من خلال كمية الضوء المفقود أثناء العبور.

التحديات الجديدة والفرص المتاحة

أحيانًا، يظهر منحنى ضوء الكوكب بشكل أكثر تعقيدًا، مع وجود انخفاضات وارتفاعات صغيرة تضاف إلى القوس الرئيسي. يُعتقد أن هذه التغيرات تمثل ميزات سطحية داكنة مشابهة للبقع الشمسية التي نراها على شمسنا.

تؤثر البقع النجمية على ما يمكن لعلماء الفلك تعلمه حول الكواكب العابرة. وقد تم تحليل منحنيات الضوء الخاصة بالعبور سابقًا من قبل العلماء لتحديد خصائص النجوم المضيفة، مثل درجة تقلبها وزاوية ميلان مدار الكوكب.

تطبيقات النموذج الجديد

استخدم ساغينباييفا وفريقها النموذج لتحليل عبور الكوكب TOI 3884 b، الذي يقع على بعد 141 سنة ضوئية في كوكبة العذراء. يُعتقد أن هذا الكوكب هو عملاق غازي أكبر بخمس مرات من الأرض و32 ضعفًا في الكتلة.

تشير التحليلات إلى أن النجم TOI 3384، الذي يدور حوله الكوكب، يحتوي على تركيزات من البقع عند القطب الشمالي، مما يؤثر على كيفية رؤية الأرض للكوكب أثناء العبور.

الخاتمة

بفضل النموذج الجديد StarryStarryProcess، أصبح لدى علماء الفلك أداة قوية لفهم النجوم المتقلبة والكواكب التي تدور حولها بشكل أعمق. هذا النموذج لا يساعد فقط في تحديد خصائص النجوم، بل يعزز أيضًا قدرة العلماء على استكشاف الغلاف الجوي للكواكب وتحديد إمكانية الحياة عليها. مع تطور الأدوات والتلسكوبات، تصبح دراسة الفلك أكثر دقة وإثارة، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم الكون من حولنا.

Scroll to Top