في خطوة مبتكرة نحو مستقبل أكثر استدامة، نجح الباحثون في تطوير نباتات عصارية مضيئة يمكنها الشحن من ضوء الشمس، وذلك باستخدام مركبات مشعة للضوء. تشكل هذه التقنية البسيطة ومنخفضة التكلفة أساسًا لنظم إضاءة نباتية مستدامة.
التكنولوجيا المستخدمة في إضاءة النباتات
استند الباحثون في تطوير هذه النباتات إلى استخدام جزيئات الفسفور المتوهجة، وهي مواد مشابهة لتلك المستخدمة في الألعاب التي تضيء في الظلام. تقوم هذه الجزيئات بامتصاص الضوء وإطلاقه ببطء مع مرور الوقت، مما يتيح للنباتات الإضاءة.
كان الحجم المثالي للجزيئات حوالي 7 ميكرومتر، وهو ما يسمح لها بالانتقال عبر أنسجة الأوراق بشكل فعال. هذا الحجم الدقيق كان ضروريًا لضمان انتشار الجزيئات داخل النبات بشكل مناسب وتحقيق إضاءة قوية.
التحديات والابتكارات في تطوير النباتات المضيئة
واجه الباحثون تحديات كبيرة في اختيار حجم الجزيئات المناسب لضمان أفضل إضاءة. الجزيئات الصغيرة جدًا يمكن أن تتحرك بسهولة داخل النبات ولكنها تعطي ضوءًا خافتًا، بينما الجزيئات الأكبر تعطي ضوءًا أقوى ولكنها لا تستطيع الانتشار بشكل جيد في الأنسجة النباتية.
من خلال التجارب، تبين أن النباتات العصارية كانت الأكثر فعالية في إظهار التألق بفضل قنواتها الضيقة والمتجانسة التي ساعدت في توزيع الجزيئات بشكل أفضل، مما أتاح لها التوهج لمدة تصل إلى ساعتين بعد تعرضها للضوء لبضع دقائق.
التطبيقات المحتملة للنباتات المضيئة
تعتبر النباتات المضيئة بديلاً مستدامًا للإضاءة منخفضة الكثافة في الممرات والحدائق والديكور الداخلي. يمكن استخدام هذه النباتات في مجموعة متنوعة من الألوان بفضل استخدام أنواع مختلفة من الفوسفورات، مما يتيح للنباتات التوهج بالأخضر والأحمر والأزرق.
كما نجح الفريق في بناء جدار نباتي مضيء مكون من 56 نباتًا عصاريًا، كان قادرًا على إضاءة الأجسام القريبة وقراءة النصوص، مما يثبت الفعالية العملية لهذه التقنية في الإضاءة.
الخاتمة
تعتبر النباتات المضيئة خطوة هامة نحو تحقيق إضاءة مستدامة ومبتكرة باستخدام الموارد الطبيعية. رغم أن الضوء يتلاشى بمرور الوقت، إلا أن هذه التقنية تعد بديلاً صديقًا للبيئة للإضاءة التقليدية، مع إمكانية توسيع نطاق التطبيق ليشمل أنواع نباتية أخرى. إن انسجام المواد البشرية الصنع مع البنية الطبيعية للنبات يخلق وظائف جديدة ومثيرة للإعجاب، مما يعزز من إمكانيات البحث والتطوير في هذا المجال.