النباتات المضيئة: ابتكار يضيء المستقبل

في تطور علمي مذهل، نجح فريق من الباحثين بقيادة العالم شيجيي تشانغ في جامعة جنوب الصين الزراعية في غوانزو، في إنتاج نباتات مضيئة يمكنها أن تزين الغرف وتضيف لمسة سحرية بفضل التكنولوجيا الحديثة. هذه النباتات تعتمد على مواد تم حقنها في أوراقها لتجعلها تتوهج بألوان مختلفة، مما يعد خطوة جديدة نحو استخدام النباتات كإضاءات حية.

تاريخ النباتات المضيئة

بدأت فكرة النباتات المضيئة منذ أواخر الثمانينيات عندما قام العلماء بإدخال جين من اليراع في نبات التبغ، مما أدى إلى أول نبات مضيء حيوياً. هذا الابتكار كان أساساً لتطوير نباتات منزلية مضيئة جينياً، مثل البتونيا التي تباع في الولايات المتحدة بفضل جينات من فطر مضيء.

ومع ذلك، فإن النباتات التي تعتمد على الهندسة الجينية لا تزال محدودة في ألوان الإضاءة التي تصدرها. هنا يأتي دور التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم الفوسفور المتوهج لإصدار مجموعة واسعة من الألوان.

التكنولوجيا الجديدة: الفوسفور المتوهج

تعتمد هذه التقنية على حقن النباتات بجسيمات الفوسفور المصنوعة من الألومنيوم والسترونشيوم والمزودة بمعادن أخرى. هذه الجسيمات تمتص الطاقة من الضوء لتعيد إصدارها بأطوال موجية مختلفة، مما يسمح للنباتات بالتوهج لساعات.

يتم استخدام فوسفور “التوهج اللاحق” في الألعاب والدهانات المتوهجة، وهو ما يميز هذه النباتات عن النباتات المضيئة جينياً من حيث تنوع الألوان والإضاءة المستمرة.

الإجراءات والتحديات

قام الباحثون بشراء الفوسفور وطحنه إلى جزيئات قبل حقنه في نباتات متنوعة. وجدوا أن الجزيئات بقطر 7 ميكرومترات كانت الأكثر فعالية في إضاءة الأنسجة الداخلية للأوراق السميكة للنباتات العصارية.

أحد التحديات التي تواجه الباحثين هو تحسين توزيع الجسيمات في الأوراق دون الحاجة لحقن كل ورقة على حدة، ولكن هذا يتطلب مواجهة مشكلة أن الجسيمات الأصغر تعطي توهجاً أقل.

التطبيقات المستقبلية والسلامة

بالرغم من الإمكانيات الكبيرة لهذا الابتكار، فإن هناك حاجة لإجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من سلامة النباتات المضيئة على البيئة وصحة الإنسان. خاصة أن هناك قلق من تأثير الجسيمات على النباتات إذا تم تناولها عن غير قصد.

في الوقت الحالي، تظل هذه التكنولوجيا وسيلة سحرية وجمالية أكثر من كونها بديلاً حقيقياً للإضاءة التقليدية، وفقاً لرئيس Light Bio، كيث وود.

الخاتمة

تقدم النباتات المضيئة فرصة مثيرة للاهتمام في عالم الديكور والإضاءة. وبينما لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها تعد بتقديم طرق جديدة لإضاءة المساحات بطريقة خلاقة وصديقة للبيئة. على الرغم من التحديات التقنية والسلامة، فإن الأبحاث المستمرة قد تفتح الأبواب أمام استخدامات أوسع وأكثر أماناً لهذه التقنية في المستقبل.

Scroll to Top