تشهد الكريستالات البينية اكتشافات جديدة في خصائصها الإلكترونية، مما يمكن أن يمهد الطريق لتطوير مكونات إلكترونية أكثر كفاءة، وحوسبة كمومية، ومواد صديقة للبيئة. يشير العلماء إلى أن هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا جديدة في تصميم المواد باستخدام الهندسة فقط، دون الحاجة إلى تغيير التركيب الكيميائي للمادة.
الكريستالات البينية وتطبيقاتها الإلكترونية
تتألف الكريستالات البينية من طبقات متناهية الرقة من الجرافين، مرتبة بشكل معين فوق طبقة من نيتريد البورون السداسي. وعند حدوث انحراف طفيف بين الطبقات، تتشكل أنماط مورا التي تعدل بشكل كبير كيفية حركة الإلكترونات عبر المادة، مما يفتح المجال لتصميم دوائر إلكترونية حيث يتم التحكم في كل وظيفة عبر تعديل الهندسة على المستوى الذري.
ويشير الباحثون في جامعة روتجرز إلى أن فهم والتحكم في خصائص الإلكترونات في الكريستالات البينية يمكن أن يؤدي إلى تقنيات جديدة مثل الترانزستورات والمستشعرات الأكثر كفاءة، والتي كانت تتطلب سابقًا مزيجًا أكثر تعقيدًا من المواد والمعالجة.
تطور مفهوم التويسترونيكس
يعتمد اكتشاف الكريستالات البينية على تقنية ناشئة في الفيزياء الحديثة تعرف باسم “التويسترونيكس”، حيث يتم تحريف طبقات المواد بزوايا محددة لإنشاء أنماط مورا. تؤدي هذه التكوينات إلى تغييرات كبيرة في سلوك الإلكترونات داخل المادة، مما يسفر عن خصائص غير موجودة في البلورات العادية.
وقد أظهرت الأبحاث الأولى التي أجرتها إيفا أندري وفريقها في عام 2009 أن أنماط مورا في الجرافين الملتوي تعيد تشكيل هيكله الإلكتروني بشكل كبير، مما ساعد في تأسيس مجال التويسترونيكس.
آفاق جديدة للكريستالات البينية
تقدم الكريستالات البينية إمكانيات جديدة في تطوير دوائر كهربائية ذات خسارة منخفضة ومستشعرات ذرية يمكن أن تلعب دورًا في صناعة الحواسيب الكمومية وتغذية أشكال جديدة من التقنيات الاستهلاكية. كما أنها توفر أساسًا لتكنولوجيات إلكترونية أكثر صداقة للبيئة باستخدام عناصر وفيرة وغير سامة مثل الكربون والبورون والنيتروجين، بدلاً من العناصر النادرة.
وبالإضافة إلى تميزها عن البلورات التقليدية، تختلف الكريستالات البينية أيضًا عن أشباه البلورات، وهي نوع خاص من البلورات التي تم اكتشافها في عام 1982 بتركيب منظم ولكن بدون النمط المتكرر الموجود في البلورات العادية.
الخاتمة
في الختام، يعد اكتشاف الكريستالات البينية خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال علم المواد والفيزياء الإلكترونية. مع إمكانية استخدام هذه المواد في تطوير تقنيات المستقبل، يظل الباحثون متفائلين حول التطبيقات المستقبلية للكريستالات البينية واستكشاف خصائص المواد على المستوى الذري. ومن المتوقع أن تساهم هذه الاكتشافات في تعزيز التكنولوجيا والعلوم في السنوات القادمة، مما يفتح المجال لتطوير مواد أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.