في صباح يوم 22 يونيو، استيقظ العالم على خبر قصف الولايات المتحدة لمنشآت نووية في إيران، بهدف تعطيل قدرة البلاد على إنتاج الأسلحة النووية. استهدفت الغارات منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز، بالإضافة إلى مركز الأبحاث النووية في أصفهان، باستخدام قاذفات خفية وصواريخ كروز.
الأسباب والدوافع وراء القصف
تدعي إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، لكن الخبراء يعتقدون أن إيران كانت قريبة من امتلاك القدرات اللازمة لبناء أسلحة نووية إذا اختارت ذلك. جاء الهجوم الأمريكي عقب حملة قصف نفذتها إسرائيل، والتي استمرت في شن هجمات إضافية على المنشآت النووية الإيرانية.
وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الأضرار بالغة جداً في موقع فوردو تحت الأرض. يشار إلى أن الهدف من هذه الهجمات هو تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير، وإن لم يكن بشكل دائم.
تقييم الأضرار على المنشآت النووية
الباحثون في المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث يحاولون تقييم التأثيرات المحتملة للهجمات على القدرات النووية الإيرانية. وفقًا لديفيد أولبرايت، وهو متخصص في السياسة النووية، فإن هناك احتمالية أن إيران قد نقلت مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب وبعض أجهزة الطرد المركزي إلى أماكن أخرى.
تشير صور الأقمار الصناعية إلى أضرار واسعة في مجمع فوردو تحت الأرض، حيث تظهر عدة فوهات كبيرة في المنطقة، مما يتوافق مع آثار الغارات الجوية. ومع ذلك، تبقى الأضرار تحت الأرض أكثر صعوبة في التقييم.
الاستراتيجيات المستقبلية والتحديات
يعتمد تقييم الأضرار على مدى الحصول على المعلومات الدقيقة من داخل إيران. يوصي الخبراء بتحقيق السلامة من خلال الاتفاقيات الدبلوماسية التي تسمح بالتفتيش الدقيق للبرنامج النووي الإيراني. في غياب هذه الاتفاقيات، تعتمد الولايات المتحدة وإسرائيل على الاستخبارات لتقييم الأضرار.
على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي تسربات إشعاعية حتى الآن، إلا أن الخطر لا يزال قائماً. تشير التقارير إلى أن إيران قد نقلت مخزونات اليورانيوم قبل القصف، مما يعني أن الأهداف كانت المنشآت نفسها وليس المواد النووية.
المخاطر البيئية المحتملة
الهجمات على المنشآت النووية تحمل مخاطر بيئية كبيرة. على الرغم من أن إسرائيل قد اتفقت مع روسيا على عدم استهداف مفاعل بوشهر النووي، إلا أن أي هجوم على المفاعل يمكن أن يكون كارثياً. حيث أن نواتج الانشطار الناتجة عن اليورانيوم داخل المفاعل تكون أكثر خطورة بكثير من اليورانيوم ذاته.
الخاتمة
تعد الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية جزءًا من استراتيجية معقدة تهدف إلى إعاقة البرنامج النووي الإيراني. على الرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنشآت، إلا أن التحديات المتعلقة بالتقييم الدقيق للأضرار تبقى قائمة. تعتمد الجهود المستقبلية إلى حد كبير على الأنشطة الدبلوماسية والاستخباراتية لتحديد مدى النجاح في تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم.


