التكنولوجيا الذاتية الشافية: شراكة إريكسون وAWS لإعادة تعريف شبكات الاتصالات

في عالم الاتصالات السريعة والتحولات التكنولوجية، تبرز ضرورة تحسين شبكات الاتصال لجعلها أكثر كفاءة وذكاءً. وقد أعلنت شركتا إريكسون وAWS عن شراكة تهدف إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل شبكات الجوال ذاتية الشفاء. هذه الشراكة تسعى إلى جعل الشبكات لا تقتصر على كونها أكثر ذكاءً فحسب، بل أيضًا أكثر اعتمادًا على الذات.

أهمية الشراكة بين إريكسون وAWS

تعتبر الشراكة بين إريكسون وAmazon Web Services (AWS) خطوة هامة في مجال تحسين شبكات الاتصالات. حيث أن وراء كل رسالة نصية ومكالمة فيديو نظام معقد يتطلب استثمارات ضخمة من قبل شركات الاتصالات للحفاظ عليه.

يقول جان كريستوف لانيري، نائب الرئيس ورئيس قسم حلول الشبكات الإدراكية في إريكسون: “يمثل هذا التعاون معلمًا هامًا في تكنولوجيا تحسين الشبكات.” ويضيف أن بنية AWS العالمية وتقنياتها في الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع خبرة إريكسون الفريدة في مجال الاتصالات، ستساعد مقدمي خدمات الاتصالات على التكيف مع الظروف التجارية المتغيرة بتكاليف متوقعة وكفاءة تشغيلية محسنة.

كيف تعمل التقنية الجديدة؟

عندما يتوقف الإنترنت عن العمل في المنزل، يلجأ معظم الأشخاص إلى إعادة تشغيل الأجهزة. ومع ذلك، تهدف هذه الشراكة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المشاكل واختبار الحلول وإصلاح الأمور قبل أن يلاحظ المستخدم أي خلل. الهدف هو تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع في شبكات الاتصالات التي تخدم ملايين الأشخاص.

يوضح فابيو سيروني، المدير العام لوحدة أعمال الاتصالات في EMEA لدى AWS: “من خلال العمل معًا، ستساعد AWS وإريكسون مقدمي خدمات الاتصالات على أتمتة العمليات المعقدة، وتقليل التكاليف، وتقديم تجارب أفضل للعملاء.”

التطبيقات العملية للتكنولوجيا الذاتية الشافية

تعمل التقنية من خلال ما يسمى تطبيقات أتمتة الشبكات الراديوية أو “rApps”. هذه الأدوات المتقدمة يمكنها تعلم إدارة جوانب مختلفة من الشبكة. يكمن الاختراق في كيفية تمكن هذه الأدوات من العمل معًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الشبكات، مشابهةً لتعاون الزملاء في مشروع.

فوائد هذه التقنية للمستخدمين اليوميين واضحة. الشبكات التي يمكنها التنبؤ بالمشاكل ومعالجتها ذاتيًا يمكن أن تعني عددًا أقل من المكالمات المتقطعة وسرعات بيانات أكثر استقرارًا وتغطية أفضل في المناطق الصعبة.

على سبيل المثال، تخيل أنك في مباراة كرة قدم مع خمسين ألف مشجع آخرين يحاولون جميعًا استخدام هواتفهم. الشبكات التقليدية غالبًا ما تتعرض للضغط في مثل هذه الظروف. لكن الشبكة الأكثر ذكاءً قد تتعرف على الحشد المتجمع مسبقًا، وتعيد توجيه الموارد تلقائيًا، وتحافظ على جودة الخدمة دون الحاجة إلى تدخل المهندسين.

التحول نحو شبكات أكثر ذكاءً واستقلالية

بينما تتبع الشبكات التقليدية تعليمات مبرمجة مسبقًا بدقة، يتيح النهج الجديد للشبكة معرفة النتيجة المرغوبة – مثل “ضمان عمل البث الفيديو بشكل جيد في هذه المنطقة” – ويقوم الذكاء الاصطناعي بمعرفة كيفية تحقيق ذلك، متكيفًا مع الظروف المتغيرة في الوقت الفعلي.

تعتبر مصطلحات مثل “الشبكات القائمة على النية” و”نظم الإدارة الذاتية” جزءًا من تحول جذري في كيفية تقديم الخدمات الأساسية. ومع توسع شبكات 5G واستعداد شبكات 6G في الأفق، ازدادت تعقيدات إدارة هذه الأنظمة بما يفوق النهج التقليدي.

يتعرض مشغلو الهواتف المحمولة لضغوط هائلة لتحسين الخدمة مع تقليل التكاليف، وهي أهداف تبدو متناقضة. تقدم الشبكات الذاتية حلاً محتملاً من خلال السماح للشركات بفعل المزيد مع تدخل بشري أقل.

الخاتمة

مع تزايد اعتمادنا على الاتصال الموثوق – لدعم كل شيء من الرعاية الصحية عن بُعد إلى التعليم والتكنولوجيا الناشئة مثل المركبات الذاتية القيادة – تزداد أهمية أداء الشبكة. تشير الشراكة بين عمالقة التكنولوجيا هذه لتطوير شبكات الجوال ذاتية الشفاء إلى الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد كلمة طنانة، بل هو تطور ضروري للبنية التحتية الحيوية.

Scroll to Top