تمكنت مركبة استطلاع المريخ (MRO) من اكتساب مهارة جديدة تتمثل في القدرة على الدوران الخلفي لتحسين فرص الرادار الموجود على متنها في اكتشاف الجليد المائي تحت سطح الكوكب الأحمر. هذه التقنية الجديدة تفتح آفاقاً جديدة للاستكشاف تحت السطح وتوفر معلومات قيمة حول تاريخ المياه والمناخ السابق للمريخ.
مركبة استطلاع المريخ: تاريخ من الإنجازات
منذ إطلاقها في عام 2006، أظهرت مركبة استطلاع المريخ قدرتها على إحداث ثورة في مجال استكشاف الكوكب الأحمر. تحمل المركبة خمسة أدوات علمية قيد التشغيل حتى الآن، على الرغم من إيقاف تشغيل أداة CRISM في عام 2023. تعتمد هذه الأدوات على قدرة المركبة على التوجيه نحو أهداف معينة على السطح عن طريق الميلان بزاوية تصل إلى 28 درجة.
تتطلب مناورة الدوران عادةً التخطيط المسبق لتجنب التأثير على مهام وأدوات أخرى على متن المركبة. ومع ذلك، كانت أداة الرادار SHARAD دائمًا في وضع غير مريح، حيث تقع في الجزء الخلفي من المركبة، مما يعيق قدرتها على استكشاف أعماق السطح بوضوح.
تقنية الدوران الخلفي: تحسين الرؤية
منذ عام 2023، بدأ مهندسو MRO في تجربة ما يُعرف بـ “الدورات الكبيرة”، حيث يتم قلب المركبة بزاوية 120 درجة تقريبًا. هذا الدوران يتيح لأداة SHARAD رؤية غير معيقة لسطح المريخ، مما يعزز قوة إشارة الرادار بمقدار عشرة أضعاف.
تتطلب هذه المناورات الكبيرة تخطيطًا دقيقًا لضمان بقاء الطاقة في البطاريات كافية خلال العملية، حيث أن الهوائي عالي الكسب لا يكون موجهًا نحو الأرض، وتفقد الألواح الشمسية رؤيتها للشمس.
الفوائد العلمية والتحديات التقنية
بالرغم من التحديات التي تواجهها هذه المناورات، إلا أنها تحمل في طياتها فوائد علمية كبيرة. اكتشاف جيوب كبيرة من الجليد المائي بالقرب من سطح المريخ يمكن أن يكون ذا قيمة هائلة للمستكشفين المستقبليين، حيث يمكن استخدام الماء للشرب وإنتاج الأكسجين والوقود الصاروخي.
من الناحية العلمية، وجود المياه في مناطق مختلفة يمكن أن يقدم رؤى حول تاريخ المريخ ومناخه السابق، ما يجعل هذه المناورات تستحق الجهد والوقت المبذول فيها.
الخاتمة
تعتبر تقنيات الدوران الخلفي لمركبة استطلاع المريخ خطوة هامة نحو تحسين قدرة المركبة على استكشاف المريخ. تساهم هذه التقنيات في فتح آفاق جديدة للاستكشاف وتقديم معلومات قيمة عن المريخ، مما يعزز من فهمنا للكوكب الأحمر وإمكانيات الحياة عليه في المستقبل. من خلال هذه الابتكارات، تثبت مركبة استطلاع المريخ أنها لا تزال قادرة على تقديم إسهامات علمية كبيرة رغم تقدمها في العمر.