مع التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، تتزايد الحاجة إلى إعداد القوى العاملة لمواجهة التحديات المستقبلية. تشير الأبحاث الجديدة من جامعة جورجيا إلى أن نصف الوظائف الحالية قد تختفي خلال العشرين عامًا القادمة، مما يثير القلق حول مستقبل العمل. ومع ذلك، هناك فرصة لخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة في الذكاء الاصطناعي.
استراتيجيات الدول في التعليم والتدريب
دراسات حديثة قامت بتحليل استراتيجيات 50 دولة حول كيفية إعداد مواطنيها لعصر الذكاء الاصطناعي. ركزت الدراسات على سياسات التعليم والتدريب، حيث تم استخدام ستة مؤشرات لتقييم مدى اهتمام كل دولة بتدريب قواها العاملة وتطوير التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي.
من بين الدول التي تم دراستها، أعطت 13 دولة فقط أولوية عالية لتدريب القوى العاملة الحالية وتحسين التعليم في المدارس في مجال الذكاء الاصطناعي، معظمها من الدول الأوروبية. قد يعود ذلك إلى توفر الموارد الثقافية والاقتصادية في تلك الدول لدعم التعليم المستمر والتدريب.
الأولويات المتنوعة للدول في مواجهة الذكاء الاصطناعي
تشير الأبحاث إلى أن الدول تختلف في أولوياتها عندما يتعلق الأمر بالتحضير لعصر الذكاء الاصطناعي. فبينما تركز بعض الدول على التعليم والتدريب، يركز البعض الآخر على تعزيز الأمن الوطني والرعاية الصحية. ومع ذلك، هناك توجه عام نحو تحسين البرامج التعليمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في الجامعات والمدارس.
كما أن التدريب أثناء العمل يعد أولوية لأكثر من نصف الدول، حيث تقدم بعض الدول برامج تدريب مخصصة للصناعات أو برامج تدريبية داخلية. لكن القليل من الدول ركز على الفئات الضعيفة مثل كبار السن أو العاطلين عن العمل من خلال برامج لتعليمهم المهارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي.
تنمية المهارات البشرية الأساسية
أكدت الأبحاث على أهمية تطوير المهارات البشرية الأساسية مثل الإبداع والتعاون والتواصل، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل هذه المهارات. ومن الجدير بالذكر أن قلة من الدول أشارت إلى أهمية هذه المهارات في استراتيجياتها.
أمثلة على ذلك، تبنت ألمانيا نهجًا يشجع على خلق ثقافة اهتمام بالذكاء الاصطناعي، بينما بدأت إسبانيا في تعليم الأطفال المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في سن مبكرة.
الخاتمة
تظهر الأبحاث أن هناك تفاوتًا في كيفية استعداد الدول لعصر الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن بعض الدول قد أولت اهتمامًا كبيرًا للتعليم والتدريب، إلا أن هناك حاجة لتعزيز التركيز على المهارات البشرية الأساسية التي ستظل ذات قيمة في المستقبل. إن تطوير هذه المهارات سيساعد في ضمان مكانة الأفراد في سوق العمل المستقبلي.