إنجازات مهمة بلو غوست على سطح القمر

في مهمة تاريخية، هبطت مركبة بلو غوست القمرية التابعة لشركة فايرفلاي للطيران الفضائي في حوض تصادم ماري كريسيوم على سطح القمر في بداية مارس، محققة بذلك نجاحًا كبيرًا كأول هبوط تجاري ناجح بتمويل من وكالة ناسا. وبدأت المركبة في تنفيذ مجموعة من الأدوات العلمية المدعومة من خدمات الحمولة التجارية للقمر التابعة لناسا.

أدوات علمية رائدة على القمر

بدأت المركبة بلو غوست بتنفيذ تجارب علمية باستخدام أدوات متطورة تم نشرها على سطح القمر. ومن بين هذه الأدوات، جهاز قياس المجال الكهربائي والمغناطيسي للقمر المعروف باسم الساوندير المغناطيسي التلوري القمري (LMS). تم تصميم هذا الجهاز لقياس الحقول الكهربائية والمغناطيسية للقمر، مزودًا بخبرة معهد الأبحاث الجنوب الغربي (SwRI) الذي طور هذا الجهاز بالتعاون مع مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا.

قامت بلو غوست بنشر أربعة أقطاب كهربائية على زوايا قائمة مع بعضها البعض على سطح القمر، كما أطلقت مغناطومترًا مثبتًا على سارية طويلة للحد من التداخل. وتهدف هذه الأدوات إلى جمع بيانات تكشف عن تطور القشرة القمرية منذ تكوين القمر.

التحديات والإنجازات

استمرت العمليات السطحية للمركبة لأكثر من 14 يومًا أرضيًا، حيث تمكنت من العمل على الرغم من الظروف الشديدة البرودة لليل القمري. وقد أثبتت هذه المهمة نجاحها التام بأداء أول هبوط تجاري كامل على القمر.

أوضح روبرت جريم من معهد الأبحاث الجنوب الغربي أن البيانات التي تم جمعها كانت واعدة للغاية، حيث عملت الأقطاب بشكل مثالي وانتشرت بعيدًا عن المركبة بلو غوست إلى مواقعها المحددة. وأشار إلى أن هذه التقنية المستخدمة على الأرض لدراسة العمليات الجيولوجية استخدمت لأول مرة خارج كوكب الأرض في هذه المهمة.

التعاون والجهود المشتركة

جاءت هذه المهمة نتيجة لتعاون كبير بين عدة جهات. فقد شاركت شركة هليوسبيس في توفير المكونات اللازمة لقياس الحقول الكهربائية، بينما قدم مركز جودارد المغناطومتر. وقد شهدت المهمة خلال مراحل التخطيط نقاشات مستمرة حول احتياجات الطاقة ومتطلبات البيانات لضمان نجاحها.

تم إطلاق مركبة بلو غوست إلى القمر باستخدام صاروخ فالكون 9 من سبيس إكس في يناير 2025، مما يمثل خطوة كبيرة في بعثات الاستكشاف القمرية التجارية.

الخاتمة

لقد أظهرت مهمة بلو غوست قدرة الشركات الخاصة على تنفيذ عمليات علمية معقدة على سطح القمر، مما يفتح الباب أمام المزيد من البعثات المستقبلية. على الرغم من التحديات التي واجهتها، نجحت المهمة في تقديم رؤى جديدة حول تكوين القمر وتطوره، مما يعزز من فهمنا العلمي ويحفز على المزيد من التعاون بين الجهات العلمية والتجارية في المستقبل.

Scroll to Top