شهدت منصة الإطلاق التاريخية 39A في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا حدثًا مذهلاً، حيث أطلقت شركة سبيس إكس صاروخ فالكون 9 محملاً بقمر صناعي أوروبي متقدم للأرصاد الجوية، وتمكنت من إنزال المرحلة الأولى بنجاح على سفينة في المحيط الأطلسي.
تفاصيل الإطلاق والهبوط
انطلقت الرحلة في الأول من يوليو في تمام الساعة 5:04 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، حيث حمل الصاروخ القمر الصناعي MTG-Sounder (MTG-S1) نحو مدار النقل الجغرافي الثابت. بعد حوالي 8.5 دقيقة من الإطلاق، عادت المرحلة الأولى من الصاروخ إلى الأرض كما هو مخطط لها، لتلامس السفينة الآلية “جست ريد ذا إنستركشنز” في المحيط الأطلسي.
هذه المهمة كانت الإطلاق والهبوط التاسع لهذه الدافعة المعروفة بالرمز B1085، والتي شاركت في مهمات سابقة مثل مهمة رواد الفضاء الخاصة Fram2 ومهمة Crew-9 إلى محطة الفضاء الدولية.
أهمية مدار النقل الجغرافي الثابت
يعتبر مدار النقل الجغرافي الثابت وجهة مميزة للأقمار الصناعية المستخدمة في الأرصاد الجوية والاستطلاع، حيث يتيح هذا المدار للأقمار الصناعية “التعليق” فوق نفس النقطة على الأرض باستمرار، مما يوفر بيانات موثوقة وثابتة.
تم نشر القمر الصناعي MTG-S1 بنجاح بعد 35 دقيقة من الإقلاع، وبدأ رحلته نحو مداره النهائي على ارتفاع 22,236 ميلًا فوق سطح الأرض.
دور القمر الصناعي MTG-S1
يعد MTG-S1 الثاني من سلسلة الأقمار الصناعية من الجيل الثالث للأرصاد الجوية، والتي تديرها المنظمة الأوروبية لاستغلال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية (EUMETSAT). ستستخدم الأداة الصوتية بالأشعة تحت الحمراء الخاصة بالقمر الصناعي لجمع بيانات حول درجة الحرارة والرطوبة والرياح والغازات الأثرية، مما يساهم في تحسين دقة توقعات الطقس.
بالإضافة إلى ذلك، سيزود القمر الصناعي بتغطية لمنطقة أوروبا وشمال أفريقيا على دورة تكرارية كل 15 دقيقة، مما يوفر صورة شاملة لحالة الطقس في المنطقة.
مهام إضافية للقمر الصناعي
يحمل MTG-S1 أيضًا أداة لمهمة أخرى ضمن برنامج مراقبة الأرض الأوروبي “كوبيرنيكوس”، وهي مقياس طيفي للأشعة فوق البنفسجية والضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة (UVN)، الذي سيقوم بمراقبة جودة الهواء فوق أوروبا وشمال أفريقيا كل ساعة.
يتمثل دور هذه الأداة في توفير بيانات عالية الدقة عن الغازات التي تؤثر على جودة الهواء، مثل ثاني أكسيد النيتروجين والأوزون وثاني أكسيد الكبريت والفورمالديهايد، مما يساهم في فهم أفضل للبيئة الجوية.
الخاتمة
تعد هذه المهمة إنجازًا كبيرًا لشركة سبيس إكس والوكالات الأوروبية المعنية بالأرصاد الجوية، حيث يعزز القمر الصناعي MTG-S1 القدرات التكنولوجية في مجال مراقبة الطقس والبيئة. من خلال استخدام التقنيات المتقدمة والتعاون الدولي، يمكن توفير بيانات دقيقة وموثوقة تساعد في تحسين التوقعات الجوية وفهم أعمق للظروف المناخية والبيئية.