أطلقت شركة سبيس إكس صاروخها العملاق ستارشيب في رحلته التجريبية العاشرة في 26 أغسطس 2025. ويُعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة في مساعي الشركة لاستيطان كوكب المريخ. يستهدف الصاروخ ستارشيب تحقيق أهداف بعيدة المدى تتضمن بناء حياة مستدامة على الكوكب الأحمر.
تصميم وتطوير صاروخ ستارشيب
يتكون صاروخ ستارشيب من عنصرين رئيسيين مصنوعين من الفولاذ المقاوم للصدأ: الدافع الضخم المعروف باسم سوبر هيفي، والمركبة العلوية المعروفة ببساطة باسم ستارشيب أو “السفينة”. كلا المرحلتين مصممتين لتكونا قابلتين لإعادة الاستخدام بشكل كامل وسريع.
النسخة الحالية من ستارشيب، والتي تُعرف بالإصدار 2، تتميز بطول يبلغ 397 قدمًا (121 مترًا) وتعمل بقوة 39 محركًا من نوع رابتور، 33 منها موجودة في سوبر هيفي و6 في السفينة العلوية. تهدف سبيس إكس إلى تطوير إصدارات أكبر وأكثر قوة في المستقبل.
خطط المستقبل لصاروخ ستارشيب
تخطط سبيس إكس لإطلاق نسخة جديدة من ستارشيب تُعرف بالإصدار 3 في المستقبل القريب، والتي ستبلغ طولها 408 قدمًا (124.4 مترًا). وأشار إيلون ماسك إلى وجود إصدار مستقبلي سيعرف باسم ستارشيب V4، والذي سيبلغ ارتفاعه 466 قدمًا (142 مترًا) وسيحوي 42 محركًا بعد إضافة 3 محركات رابتور إضافية.
من المتوقع أن يتم اختبار هذه النسخ الجديدة بشكل مكثف في السنوات القادمة، بهدف إرسالها في رحلات إلى المريخ بحلول عام 2026، حيث ستبدأ الرحلات التجريبية غير المأهولة لاختبار القدرة على الهبوط على سطح الكوكب الأحمر.
التحديات التقنية وسبل التغلب عليها
رغم الإنجازات التي حققتها سبيس إكس، تواجه الشركة تحديات تقنية كبيرة في طريق تحقيق أهدافها البعيدة المدى. من أبرز هذه التحديات تطوير درع حراري فعال لحماية المركبة خلال دخولها الغلاف الجوي للأرض والمريخ.
كما تتضمن التحديات الأخرى تزويد السفينة بالوقود في مدار الأرض، حيث تنطلق المرحلة العليا مع قليل من الوقود لتوفير الوزن للحمل. يجب أن تتلاقى السفينة مع ناقلات متعددة في المدار لتزويدها بالوقود قبل انطلاقها إلى وجهتها.
الخاتمة
يمثل إطلاق صاروخ ستارشيب في رحلته التجريبية العاشرة نقطة تحول في مساعي سبيس إكس نحو استيطان المريخ. ومع التحديات التقنية والمعوقات التي تواجهها الشركة، تبقى الإرادة والتصميم على مواجهة هذه التحديات هي المحرك الأساسي لتحقيق هذا الهدف الطموح.