تسعى الأبحاث الحديثة إلى فهم تأثير الأسمدة على انتقالية المعادن وتوافرها الحيوي في التربة الزراعية. يتناول هذا المقال دراسة حديثة قامت بها الباحثة يوي جيا، والتي ركزت على دور الأسمدة في توازن المعادن في التربة وتأثيراتها على سلامة الغذاء والزراعة المستدامة.
تأثير الأسمدة على المعادن في التربة
تشير الدراسات إلى أن الأسمدة تعتبر مصدرًا هامًا للمعادن الثقيلة في التربة الزراعية. وقد استخدمت جيا تقنية المشتتات الانتشارية في الأغشية الرقيقة (DGT) لقياس نسبة المعادن المتاحة حيويًا لامتصاص النبات. هذه التقنية تعد مهمة لفهم كيفية امتصاص النباتات للمعادن وتأثيرها على سلامة الغذاء.
أوضحت جيا من خلال أبحاثها أن استخدام السماد العضوي، مثل السماد الحيواني، يمكن أن يكون خيارًا أفضل لتقليل تلوث المعادن في التربة مقارنةً بالأسمدة الفوسفاتية والحمأة المجاري. هذا الاكتشاف يساهم في توجيه السياسات الزراعية نحو خيارات أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
التحديات البيئية في مصب شيلدت
بالإضافة إلى الأبحاث في مجال الأسمدة، قامت جيا بدراسة تأثير الأستروجينات في مياه مصب شيلدت. هذه المركبات، التي غالبًا ما تأتي من المياه العادمة المنزلية، يمكن أن تؤثر على النظام الهرموني للكائنات المائية وصحة الإنسان. وقد أثبتت جيا من خلال اختبارات حيوية أن النشاط الأستروجيني في المياه يقل باتجاه المصب، وأن تركيزات الأستروجينات في الرواسب شهدت انخفاضًا عامًا على مدى أربعة عقود.
يشير هذا الانخفاض إلى التأثير الإيجابي للاستثمارات في معالجة مياه الصرف الصحي واللوائح الأوروبية مثل توجيه الإطار المائي. على الرغم من هذه التحسينات، يبقى الرصد المستمر ضروريًا نظرًا للمواد الكيميائية الناشئة وتغير أنماط التصريف الصناعي والحضري.
البعد الدولي للأبحاث
حصلت يوي جيا على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم البيئية من الصين، وأجرت بحثها الدكتوراه في بروكسل بتمويل من مجلس المنح الدراسية الصيني. خلال دراستها، نشرت ثلاث مقالات في مجلات علمية محكمة وشاركت في مؤتمرات دولية عديدة.
تؤكد أبحاثها على أهمية سياسة بيئية متكاملة تجمع بين جودة التربة، وإدارة المياه، وسلامة الغذاء. هذه المجالات من المتوقع أن تزداد أهميتها على الأجندة السياسية في السنوات القادمة.
الخاتمة
تسلط أبحاث يوي جيا الضوء على أهمية استخدام الأسمدة الصديقة للبيئة للحد من تلوث المعادن في التربة، وأهمية الرصد المستمر للتلوث المائي للحفاظ على صحة النظم البيئية والمجتمع. تعكس هذه الدراسات الحاجة إلى سياسات بيئية متكاملة وشاملة، تجمع بين مختلف الجوانب البيئية لضمان التنمية المستدامة.


