تعتبر الأعاصير والعواصف الاستوائية من الظواهر الجوية الطبيعية التي تثير الفضول والقلق على حد سواء، خاصة عندما تحمل أسماء قد تكون مألوفة للبعض. تُعرف الأعاصير بأنها زوابع استوائية ذات رياح مستدامة تتجاوز سرعتها 74 ميلاً في الساعة، وتختلف تسميتها حسب الموقع الجغرافي، حيث تُعرف بالتيفون في غرب خط التاريخ الدولي، وتُسمى سيكلون في المحيط الهندي وأستراليا. يتم تنسيق وتسميتها جميعاً بواسطة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
عملية تسمية العواصف
للحصول على اسم، يجب أن تحافظ العاصفة على رياح بسرعة لا تقل عن 39 ميلاً في الساعة لمدة دقيقة واحدة. إذا فشلت في ذلك، فإنها تتلقى رقماً بدلاً من اسم وتُسمى منخفضًا استوائيًا. تحتفظ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بقائمة من 21 اسمًا للعواصف يتم تدويرها كل ست سنوات. في حال تجاوز عدد العواصف المسماة 21 في موسم واحد، يتم اللجوء إلى قائمة احتياطية، والتي استخدمت في سنوات قليلة مثل 2005 و2020.
تاريخ تسمية الأعاصير
خلال القرن التاسع عشر، استخدم البحارة الإسبان أسماء القديسين لتسمية العواصف، إلا أن هذه الطريقة كانت تعاني من مشاكل عندما تحدث عواصف تحمل نفس الاسم في نفس اليوم. لذلك، بدأ عالم الأرصاد الجوية كليمنت وراج في تسمية العواصف بناءً على أسماء السياسيين المحليين الذين لم يكن يحبهم، كتعبير ساخر عن الفوضى التي تسببها العواصف.
خلال الحرب العالمية الثانية، بدأ الطيارون الأمريكيون في استخدام أسماء النساء للعواصف، مما أدى إلى انتقادات من قبل العلماء الذين اعتقدوا أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى عواقب مميتة. في السنوات اللاحقة، أثبتت الأبحاث أن العواصف ذات الأسماء الذكورية تُعتبر أكثر خطورة، مما يدفع الناس لاتخاذ احتياطات أكبر، بينما العواصف ذات الأسماء الأنثوية قد تؤدي إلى وفيات أكثر بسبب التقليل من شأنها.
دور الأقمار الصناعية في التنبؤ بالأعاصير
على مر السنين، أصبحت الأعاصير أقل دموية بفضل التكنولوجيا المتقدمة مثل الأقمار الصناعية التي تسمح بالتنبؤ بمسار الأعاصير بشكل دقيق. هذه التكنولوجيا تمثل قصة نجاح غير معلنة، حيث يمكن الآن اكتشاف العواصف في المحيط المفتوح قبل أن تصل إلى اليابسة، مما يتيح للناس اتخاذ الاحتياطات اللازمة في الوقت المناسب.
الخاتمة
تلعب الأسماء دوراً مهماً في التوعية والتحذير من العواصف والأعاصير، حيث تساهم في تجنب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة. وعلى الرغم من أن الطرق القديمة لتسمية الأعاصير قد تبدو مثيرة للسخرية، إلا أنها تطورت لتصبح أكثر دقة وفعالية بفضل التقدم التكنولوجي في مجال الأرصاد الجوية. إن فهم كيفية تسمية العواصف يساعدنا في تقدير الجهود المبذولة لتحسين أمان المجتمعات المعرضة لهذه الظواهر الطبيعية.