فعالية الحرائق الموصوفة في الحد من آثار حرائق الغابات

تعتبر حرائق الغابات الموصوفة أداة واعدة يمكن استخدامها للحد من آثار الحرائق البرية القاسية. بالرغم من المزايا النظرية الكثيرة لهذه الاستراتيجية، إلا أن الأدلة التجريبية التي تثبت فعاليتها كانت محدودة. لكن دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد تسلط الضوء على النجاح العملي لهذه الأداة في تقليل حدة الحرائق والحد من انبعاثات الدخان، ما يجعلها خياراً مهماً في إدارة مخاطر الحرائق البرية المتزايدة.

الأدلة التجريبية على فعالية الحرائق الموصوفة

في دراسة أجراها ماكوتو كيلب بالتعاون مع علماء آخرين في جامعة ستانفورد، تم استخدام صور الأقمار الصناعية عالية الدقة وسجلات إدارة الأراضي لتحليل المناطق التي تمت معالجتها بالنيران الموصوفة في الفترة من أواخر 2018 إلى ربيع 2020. ووجدت الدراسة أن هذه المناطق تعرضت لحرائق أقل شدة وأنتجت دخاناً أقل بكثير مقارنة بالمناطق غير المعالجة.

يشير كيلب إلى أن استخدام النيران الموصوفة ليس حلاً سحرياً، ولكنه استراتيجية فعالة يمكن أن تقلل من الأضرار الناجمة عن الحرائق الشديدة عندما يتم استخدامها بشكل فعال. هذا يبرز أهمية هذه الأداة في سياق يتزايد فيه الاعتراف بأن دخان الحرائق البرية يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة.

التحديات والاعتبارات في المناطق الحضرية

توصلت الدراسة إلى أن فعالية النيران الموصوفة تختلف باختلاف الموقع، حيث كانت أكثر نجاحاً خارج مناطق الالتقاء بين المناطق الحضرية والبرية. في هذه المناطق، غالباً ما تعتمد الوكالات على التخفيف الميكانيكي بسبب المخاوف المتعلقة بالدخان والسلامة، مما يجعل النيران الموصوفة أقل فعالية بنسبة 8.5% مقارنة بنسبة 20% في المناطق غير الحضرية.

هذا يشير إلى الحاجة لمزيد من الفهم حول سبب قلة كفاءة هذه النيران في المناطق الحضرية، خاصة مع النمو السكاني السريع في هذه المناطق وزيادة حساسية النبات لتغيرات المناخ التي تزيد من خطر الحرائق.

الآثار البيئية والسياسات المرتبطة

تشير الدراسة إلى أن النيران الموصوفة تنتج حوالي 17% فقط من الدخان الذي يمكن أن تطلقه حرائق الغابات في نفس المنطقة. إذا تمكنت كاليفورنيا من تحقيق هدفها بمعالجة مليون فدان سنوياً باستخدام النيران الموصوفة، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل انبعاثات الدخان الضار بأكثر من نصف ما أنتجته حرائق الغابات في عام 2020.

يدعو الباحثون إلى استخدام الأدلة التجريبية لتشكيل سياسات فعالة تهدف إلى استخدام النيران الموصوفة كاستراتيجية للحد من الحرائق البرية في كاليفورنيا. هذه الاستراتيجية يمكن أن تقدم فوائد بيئية كبيرة، بما في ذلك حماية المناطق المجاورة غير المعالجة.

الخاتمة

تسلط الدراسة الضوء على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه النيران الموصوفة في إدارة مخاطر الحرائق البرية المتزايدة. بالرغم من أن استخدامها لا يخلو من التحديات، خاصة في المناطق الحضرية، إلا أن الأدلة التجريبية تشير إلى قدرتها على تقليل شدة الحرائق وانبعاثات الدخان. هذا يجعلها أداة فعالة في تحسين جودة الهواء وحماية الصحة العامة، مما يستدعي المزيد من الاهتمام والبحث حول تطبيقها الأمثل في مختلف البيئات.

Scroll to Top