في دراسة حديثة أجرتها جامعة جورجيا، تم اكتشاف مستويات عالية من الزئبق في تماسيح مستنقع أوكيفينوكي، مما أثار القلق حول تأثير هذا المعدن الثقيل على البيئة. يعتبر الزئبق من العناصر السامة التي يمكن أن تؤثر بشكل خطير على صحة الكائنات الحية، بما في ذلك البشر.
الزئبق في النظام البيئي
الزئبق هو عنصر كيميائي ضار يمكن العثور عليه في الجريان السطحي والمطر الناتج عن المناطق الصناعية الكبرى. وقد أظهرت الأبحاث السابقة تراكم الزئبق في الحيوانات الصغيرة في مستنقعات جورجيا، ولكن لم يكن معروفًا مقدار التراكم في الحيوانات الكبيرة مثل التماسيح.
من خلال دراسة النظام الغذائي وتحليل عينات الدم لأكثر من 100 تمساح، وجد الباحثون أن مكان إقامة التماسيح يؤثر بشكل كبير على مستويات الزئبق في أجسامها. حيث كانت مستويات الزئبق في تماسيح مستنقع أوكيفينوكي أعلى بثماني مرات مقارنة بالمواقع البحثية الأخرى.
التماسيح كمؤشر بيئي
تعتبر التماسيح كائنات قديمة يمكن استخدامها كمؤشر لما يحدث في النظام البيئي. وقد أشار الباحثون إلى أن الزئبق يتراكم في التماسيح ويؤثر على السلسلة الغذائية بشكل كامل، مما يشير إلى مخاطر محتملة على الكائنات الأخرى التي تعتمد على هذه المجاري المائية في غذائها.
الزئبق يمكن أن ينتقل بسهولة خلال السلسلة الغذائية، مما يثير القلق لدى الأشخاص الذين قد يصطادون أو يصيدون في المنطقة. يتشارك مستنقع أوكيفينوكي مياهه مع نهري سواني وسانت ماري، مما يعني احتمالية وجود مستويات مرتفعة من الزئبق في الأسماك والحيوانات الأخرى التي تعيش في هذه المياه.
عوامل التأثير على تراكم الزئبق
لم يكن مكان إقامة التماسيح العامل الوحيد المؤثر على تراكم الزئبق في أجسامها، بل أيضًا عمرها كان له دور كبير. وجد الباحثون أن التماسيح الأكبر سنًا تحتوي على مستويات أعلى من الزئبق، ليس فقط بسبب الامتصاص مع مرور الوقت، ولكن أيضًا بسبب استهلاكها لكائنات ملوثة بالزئبق.
من الأمور المثيرة للاهتمام أن مستويات الزئبق كانت مرتفعة أيضًا في صغار التماسيح، حيث تبين أن الأمهات ينقلن السموم والعناصر المعدنية الثقيلة إلى البيض أثناء التكاثر.
الحاجة إلى دراسات مستقبلية
تشير الدراسة إلى ضرورة إجراء أبحاث مستقبلية لفهم مصدر الزئبق وكيفية دخوله إلى النظام البيئي. كما يتطلع الباحثون إلى دراسة تأثير هذا العنصر على الحيوانات الأخرى في النظام البيئي.
الخاتمة
تسلط الدراسة الضوء على خطر الزئبق في البيئة وتأثيره المحتمل على السلسلة الغذائية. من الضروري معرفة المزيد عن مصدر الزئبق وكيفية تقليله لحماية الكائنات الحية بما في ذلك البشر. تشير النتائج إلى أهمية اتخاذ إجراءات للحفاظ على توازن النظام البيئي وتقليل التلوث بالعناصر السامة.