في عام 2016، شهدت الولايات المتحدة واحدة من أكبر الحركات التي قادتها الشعوب الأصلية في تاريخها الحديث. اجتمع أكثر من 10,000 شخص في ولاية داكوتا الشمالية، بقيادة أعضاء من قبيلة ستاندينغ روك سو، للاحتجاج ضد خط أنابيب داكوتا أكسيس، الذي اعتُبر تهديدًا لمياههم وأراضيهم وسيادتهم القبلية.
خلفية حركة الوقوف ضد خط الأنابيب
بدأت الحركة عندما قام مجموعة من النشطاء، الذين أطلقوا على أنفسهم “حماة المياه”، بإنشاء مخيمات في سهول داكوتا الشمالية. كانت دوافعهم الرئيسية هي المخاوف من تلوث المياه الناجم عن خط الأنابيب الذي يمر تحت نهر ميزوري بالقرب من نظام مدخل المياه الخاص بالقبيلة.
ووفقًا للناشطة ألين براون، كان من المقرر في البداية أن يمر خط الأنابيب عبر منطقة ذات غالبية سكانية بيضاء، ولكن تم تغيير مساره ليمر بالقرب من أراضي القبيلة، مما أثار مخاوف كبيرة من تلوث المياه في حال حدوث تسرب.
الاستجابة الأمنية والقضائية
واجهت الحركة استجابة قاسية من قوات الأمن، بما في ذلك الشرطة المسلحة والطائرات المسيرة للمراقبة، بالإضافة إلى شركة أمنية خاصة ذات خبرة في مناطق الحرب. هذا الرد الشديد زاد من التوترات في المنطقة، حيث تم استخدام الكلاب الأمنية ضد المحتجين ورشهم بخراطيم المياه في درجات حرارة تحت الصفر.
لاحقًا، قامت شركة بناء خط الأنابيب، إنرجي ترانسفير، برفع دعوى قضائية ضد منظمة غرينبيس، متهمة إياها بالتآمر لارتكاب جرائم. على الرغم من أن الدعوى شهدت تقلبات عديدة في المحاكم، إلا أنها انتهت بمنح الشركة تعويضات ضخمة.
النتائج والآثار المستقبلية
تعتبر الكثير من المنظمات أن هذه الدعوى كانت محاولة لإسكات المعارضة، حيث تم تصنيفها كدعوى استراتيجية ضد المشاركة العامة (SLAPP). ورغم أن قرار المحكمة قد يوفر لشركة إنرجي ترانسفير ذريعة للادعاء ضد الحركة، إلا أن العديد يرون في ذلك تهديدًا لحرية التعبير والنشاط البيئي.
يعتقد الخبراء أن استخدام هذه الأساليب القانونية يمكن أن يفتح الباب أمام المزيد من التحديات للنشطاء البيئيين، مما يزيد من صعوبة النضال من أجل قضايا البيئة والعدالة الاجتماعية.
الخاتمة
حركة الوقوف ضد خط أنابيب داكوتا كانت مثالًا على التحديات التي تواجهها الشعوب الأصلية في حماية أراضيها ومواردها. رغم الانتصار القانوني لشركة إنرجي ترانسفير، إلا أن الحركة أثارت الوعي العالمي بأهمية القضايا البيئية والحقوق القبلية. يبقى السؤال حول كيفية استخدام نتائج الدعوى في المستقبل، وما إذا كانت ستؤثر على النشاط البيئي في الولايات المتحدة وحول العالم.