تقنية جديدة للكشف عن جسيمات البلاستيك النانوية

تواجه البيئة والصحة تحديات كبيرة نتيجة انتشار الجسيمات البلاستيكية النانوية في الهواء والماء. ولطالما كان الكشف عن هذه الجسيمات على المستوى النانوي أمراً صعباً. لكن الآن، بفضل تقنية جديدة تُعرف بـ HoLDI-MS، أصبح بالإمكان تحليل هذه الجسيمات بفعالية ودقة عالية، وبتكلفة منخفضة.

تقنية HoLDI-MS: ثورة في الكشف عن الجسيمات النانوية

تعتمد تقنية HoLDI-MS، أو مطيافية الكتلة للإزالة بالتبخير بالليزر المجوف، على تحليل العينات مباشرة دون الحاجة إلى تحضير معقد للعينة. وهذا ما يجعلها تتفوق على طرق مطيافية الكتلة التقليدية. يمكن استخدام هذه التقنية للكشف عن جسيمات البلاستيك في الماء، مما يعزز الجهود الدولية لمكافحة تلوث البلاستيك.

وبحسب البروفيسورة باريسا أريا، التي قادت الدراسة المنشورة في مجلة Nature’s Communications Chemistry، فإن هذه التقنية توفر طريقة فعالة، كمية، دقيقة، وميسورة التكلفة، مما يجعلها متاحة للباحثين في جميع أنحاء العالم. كما أن التقنية تحتاج إلى طاقة قليلة، قابلة لإعادة التدوير، وتكلفتها لكل عينة لا تتجاوز بضعة دولارات.

التحديات والفرص في مجال الكشف عن الجسيمات البلاستيكية

حتى الآن، لم تكن هناك بروتوكولات عالمية موحدة للكشف عن الجسيمات النانوية البلاستيكية في البيئة المعقدة. لكن تقنية HoLDI-MS تتيح لنا تحديد المصادر الرئيسية لهذه الجسيمات في البيئة، وتسمح بمقارنة البيانات والتحقق منها عبر المختبرات العالمية، وهو خطوة حاسمة نحو توحيد البحوث العالمية حول تلوث البلاستيك.

من خلال الدراسة، تمكن الباحثون من تحديد وجود مواد مثل البولي إيثيلين والبولي ديميثيل سيلوكسانات في الهواء الداخلي، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الهواء الخارجي. هذه الاكتشافات توفر فهماً أعمق لمصادر التلوث البلاستيكي وآثاره.

الدعم والتمويل للبحث

تلقت هذه الدراسة دعماً مالياً من مجلس البحوث الطبيعية والهندسية في كندا (NSERC)، والمؤسسة الكندية للابتكار (CFI)، ومجلس البحوث الوطني الكندي (NRC). هذا التمويل يعكس أهمية البحث في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية والصحية.

هذه الجهود المشتركة تبرز التعاون بين المؤسسات البحثية لدفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الكشف عن الجسيمات النانوية.

الخاتمة

تمثل تقنية HoLDI-MS خطوة هامة في مجال الكشف عن الجسيمات البلاستيكية النانوية، حيث تتيح إمكانية تحليل العينات بشكل مباشر وبتكلفة منخفضة. ومع تعزيز التعاون الدولي وتحسين البروتوكولات العالمية، يمكن للعلماء تطوير حلول فعالة لمواجهة التحديات البيئية التي تفرضها جسيمات البلاستيك. هذه التقنية تمثل أداة قوية في يد الباحثين لتحقيق فهم أعمق للتلوث البلاستيكي وآثاره على الصحة والبيئة.

Scroll to Top