تساقط الثلوج النادر في صحراء أتاكاما: تأثيرات وتغيرات مناخية

في حدث نادر ومفاجئ، شهدت صحراء أتاكاما، المعروفة بأنها من أكثر الأماكن جفافًا على وجه الأرض، تساقطًا غير مسبوق للثلوج. هذا الحدث الفريد أوقف عمليات العديد من التلسكوبات الراديوية في المنطقة، مما يسلط الضوء على تأثيرات التغير المناخي المتوقعة في المستقبل.

الظروف الجوية الفريدة في صحراء أتاكاما

تقع صحراء أتاكاما في شمال تشيلي، وهي منطقة معروفة بجفافها الشديد حيث لا تتجاوز كمية الأمطار السنوية فيها بوصة واحدة. وتعتبر موطنًا لشبكة التلسكوبات الراديوية المعروفة باسم ALMA (مرصد أتاكاما الكبير). تقع هذه التلسكوبات على هضبة تشاجناتور على ارتفاع 5104 أمتار، مما يجعلها عرضة لبعض الظروف الجوية القاسية.

عادةً ما تشهد الهضبة تساقطًا للثلوج ثلاث مرات سنويًا، خاصةً خلال الشتاء الألتيبلاني في فبراير والشتاء الجنوبي في يونيو ويوليو. لكن تساقط الثلوج في مناطق منخفضة، كتلك التي حدثت في قاعدة ALMA، هو أمر نادر الحدوث.

تأثير العاصفة الثلجية على عمليات ALMA

في هذا الأسبوع، أوقفت العاصفة الثلجية عمليات ALMA بالكامل. وبسبب الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك انخفاض درجات الحرارة إلى -12 درجة مئوية، اضطر المرصد إلى تفعيل بروتوكول “وضع البقاء” لحماية المعدات والأنظمة.

تتضمن هذه الإجراءات إعادة توجيه الهوائيات الكبيرة لتقليل الأضرار المحتملة من تراكم الثلوج أو الرياح القوية. وعندما تهدأ العاصفة، يتم نشر فرق لتنظيف الثلوج وفحص الهوائيات قبل استئناف العمليات.

التغير المناخي وعلاقته بتساقط الثلوج

أثار هذا الحدث النادر تساؤلات حول تكرار حدوث مثل هذه الظواهر الجوية في المستقبل. على الرغم من عدم وجود دلائل قوية تربط بين تساقط الثلوج في المناطق المنخفضة والتغير المناخي، إلا أن النماذج المناخية تشير إلى احتمال زيادة الهطولات في هذه المناطق الجافة.

يعتبر هذا التغير جزءًا من التغيرات المناخية الأوسع نطاقًا التي تؤثر على أنماط الطقس العالمية، مما يتطلب مزيدًا من البحث والفهم لتحديد مدى تأثيرها على الأنظمة الطبيعية والاصطناعية.

الخاتمة

يعتبر تساقط الثلوج في صحراء أتاكاما حدثًا نادرًا يسلط الضوء على التغيرات المناخية المحتملة في المستقبل. ومع استمرار التغيرات المناخية العالمية، قد نشهد زيادة في مثل هذه الظواهر الجوية النادرة. من الضروري أن تستعد المرافق العلمية مثل ALMA لمواجهة هذه التحديات من خلال تطوير استراتيجيات جديدة لحماية معداتها وضمان استمرار عملياتها في ظل الظروف القاسية.